عيد الاستقلال الوطني الـ 30 من نوفمبر بعيون النساء

> مناضلات وناشطات: نوفمبر مكّن النساء بتبوء المناصب والانعتاق من سجن التقاليد

> تقرير/ فردوس العلمي
 تحتفل البلاد عامة ومحافظات الجنوب على وجه الخصوص بحلول الذكرى الـ 52 ليوم استقلال 30 من نوفمبر 1967م من المستعمر البريطاني.

ورحّل في مثل هذا اليوم آخر جندي بريطاني من عدن بعد احتلال دام لـ 129 عاماً، في يوم أشرقت فيه شمس الحرية مؤذنة بمولد مرحلة جديدة لدولة الجنوب.

«الأيام» خصصت هذه المادة الصحيفة لاستطلاع آراء نخبة من النساء ورؤيتهن في هذا اليوم المجيد وما الذي حققه للشعب والنساء على وجه التحديد، وإذا كانت هناك من إخفاقات.
انعتاق
مني هيثم
مني هيثم
وقالت القيادية منى هيثم في تعليقها عن هذا اليوم: "في الثلاثين من نوفمبر 1967م تحقق حُلم أبناء جنوب اليمن بالتخلص من الاستعمار البريطاني"، مؤكدة بأن أكثر من نال المكاسب من هذا التحرير هي المرأة، حيث شكّل لها الاستقلال الوطني انعتاقاً من سجن العادات والتقاليد البالية، وتبوأت من خلاله لمسؤولية وكذا دخولها ميدان العلم والعمل دون قيود مما جعل لها الدور البارز في مرحلة ما بعد 1967م.

واستدركت بالقول: "لكن الاستحواذ بالنصر والانفراد بالقرار وعزل الكثير من أبناء الجنوب من المشاركة في بناء دولة الاستقلال خلق ظلماً وجعل فترة ما بعد الاستقلال فترة سادها عدم الاستقرار السياسي، وهو ما أنتج نزاعاً سياسياً نعيشه إلى اليوم".

مرفت السلامي
مرفت السلامي
وأضافت متسائلة: "أين نحن جيلي اليوم والأمس من ثورات انطلقت لتحقق الحرية والمساواة والتقدم والأمن والسلام؟ حيث بتنا نجد أنفسنا قد ابتعدنا كثيراً عن صدق الطموح، وكل الحروب التي نعيشها عمقت التمزق في النسيج المجتمعي لأبناء الوطن الواحد".

من جانبها، قالت الناشطة مرفت السلامي: "استقلالنا الحقيقي هو استعادة دولتنا وهويتنا ما قبل 90"، ومثل ما تحقق 30 نوفمبر بإجلاء آخر بريطاني من عدن، بإذن الله سيكون استقلالنا القادم باستعادة الدولة الجنوبية وعاصمتها عدن".
تاريخ مشرف
أقدار مختار
أقدار مختار

رئيس مؤسسة أنصار تنمية وحماية المجتمع (CODS)، والباحثة في القانون الدولي، أقدار مختار، اعتبرت بأن ذكرى الاستقلال "تاريخ مشرف" على إثره قامت دولة مستقلة.

وأضافت لـ«الأيام»: "صحيح أن الثورات حتى اللحظة ما زالت مستمرة؛ لكن ذلك من أجل استكمال أهداف الثورات وتحقيق طموح وأحلام المواطنين الذين قدموا الغالي والنفيس على أمل بناء الدولة المدنية المستقلة التي ينعم فيها أبناؤها بحياة كريمة ويرجون تحقيقها حتى اليوم عبر ثوراته المستمرة".
مجد
نعمة السيلي
نعمة السيلي
المناضلة نعمة علي أحمد السيلي، إحدى المناضلات وقامت بأعمال كثيرة كتوزيع المنشورات ونقل الوثائق السرية.. وقالت: "سأتحدث هنا عن 30 نوفمبر في ذكراه الثانية والخمسين من زاوية معينة، وهي التي مثلت بوابة الأمل لقطاع واسع من أبناء الفقراء والبسطاء والمهمشين، حيث توفرت لهم إمكانية الحصول على منح دراسية مكنتهم من ارتقاء سلم المجد، وأصبح منهم الطبيب والمهندس والقاضي والصحفي، ولكن من المؤسف له هو الانحدار الذي حدث بعد الوحدة؛ حيث اتبع نظام صنعاء سياسة ممنهجة بإضعاف وتدني المستوى التعليمي لأبناء المحافظات الجنوبية، وذلك لإدراكه الجيد بأنها آلية مناسبة لإعادة أنتاج الجهل والفقر والذي من شأنه أن يساعده في تهميشهم بالوظائف وغيرها".
"علمتنا الانتماء للوطن"
بدورها، قالت شفاء سعيد باحميش من القيادات النسائية المجتمعية: "يعرف يوم الثلاثين من نوفمبر بأنه تاريخٌ لذكرى عظيمة في دولة اليمن.. حيث يحتفل به الشعب اليمني في كل عامٍ بمناسبة وطنية تتمثل بعيد الاستقلال وإجلاء آخر جندي بريطاني من أرض البلاد.. والذي كان في عام 1967م".

وتضيف: "استمرت مُقاومة الشعب للاستعمار وهجومهم على معاقل القوات البريطانية إلى أن أعلن رئيس الوزراء البريطاني انسحاب كافة القوات البريطانية عن عدن ومن كافة أراضي البلاد، وكان ذلك بتاريخ 30 نوفمبر من عام 1967م، وتحديداً قبل الموعد الذي تمّ التصريح وللانسحاب وبهذا نال الشعب استقلاله، وكانت من أهم العوامل لتحقيق هذا الاستقلال هو الانتماء للحس القومي لدى الشعب، وحركات المقاومة التي زادت وتيرتها كجبهة التحرير القومية.

وقد تعلمنا بذكرى الثلاثين من نوفمبر معنى الانتماء للوطن ومعنى أن نكون في صف واحد نناضل من أجل تحقيق هدفنا لحماية وطننا من أيادي المحتلين والعابثين، ولهذا فإن الثلاثين من نوفمبر هو العيد الذي يزهو به الوطن بذكرى خروج المستعمر الغاشم عن أراضيها لتنعم بالحرية التي تم انتزاعها بفضل تضحيات جسيمة، وأرواح زُهقت لأبطال قدموا لوطنهم أغلى ما يملكون، فاسترخصوا دماءهم الزكية في سبيل عزة وكرامة الشعب والحفاظ على تراب أرض الوطن بإعطاء القوى الاستعمارية دروساً في البطولة لنيل الاستقلال، كما أن وطننا العربي من محيطه إلى خليجه وعبر تاريخه الطويل لطالما كان مطمعاً لدول الغرب الاستعمارية، وشهدت أراضيه صراعات دامية سطّر فيها أبناؤها ملاحم من البطولات التي خلدها التاريخ وأدت لجلاء الاستعمار وتحقيق الاستقلال، فكلما كان الشعب موحد الصف والكلمة تحت راية واحدة فحتما سينال الحرية للأرض والإنسان".
لا يوجد أي تغير
أم خالد منى عثمان، إحدى ضحايا التسريح من قِبل نظام صنعاء أو ما بات يعرف بـ "جماعة خليك في البيت". تقول في حديثها لـ«الأيام» عن يوم الاستقلال: "الجنوب مرّ مند الاستقلال بعدة أزمات، وكذا حروب مع الجمهورية العربية اليمنية، وحتى اليوم لا يوجد أي تغير، فكل ما عملته بريطانيا موجود إلى الآن، أما التغيير فكان للأسوأ في مجال التعليم والأمن والصحة".

وتضيف: "مرت علينا فترة من الزمن رأينا خلالها بصيص من النور ولكنها انتهت في 92م، فالوحدة قتلت كل شيء موجود اكتسبناه من الاحتلال البريطاني، فيما عانى الشعب وما زال الكثير من الظلم والقهر ونهب وسرقة وانتشار الأمراض مثل الكوليرا والملاريا والضنك.. وغيرها".
تضحيات
سمارة العراسي
سمارة العراسي
فيما قالت سمارة العرائس: "الشعب اليمني شعب يمتلك خاصية الصبر والتحمل، وقد ضحّى في سبيل استعادة وطنه بالكثير من أبنائه في الثورات التي قام بها ومنها ثورة الـ 30 من نوفمبر 67م، والذي بدت فيها روح نسائم الحرية المتطلعة للتغيير إلى الأفضل.. وبالفعل عاش الشعب بعد هذا الاستقلال في تطور اقتصادي تنموي، ولعبت المرأة فيها أبرز ملاحم النضال ومشاركة لأخيها الرجل في كافة النواحي العملية، ولكن سرعان ما تغير هذا النمو والتطور وعاد للوراء بسبب كثرة الحروب والانشقاقات التي أدت إلى انتشار الفقر والبطالة وتدني الوضع الاقتصادي والتعليمي وتدني مشاركة المرأة في مراكز صنع القرار نتيجة لثقافة الفكر المحصور لدى البعض تجاه المرأة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى