مناضلون وباحثون بالمسيمير: لجبهة الحواشب دور نضالي بارز ضد الاستعمار البريطاني

> تقرير/ هشام عطيري

>  أوضح العديد من المناضلين والباحثين والمهتمين بتاريخ الثورتين الأكتوبرية والنوفمبرية، اهمية الدور البارز لجبهة الحواشب بمديرية المسيمير في محافظة لحج، ومراحل النضال ضد المستعمر البريطاني حتى نيل الاستقلال في الـ 30 من نوفمبر 67م.

علي الطيري
علي الطيري
وأكد المناضل علي صالح الطيري، أن الحديث عن الكفاح المسلح في جبهة الحواشب (المنطقة الشرقية والغربية وردفان) يطول ويتطلب جهداً واهتماماً كبيرين، لتعريف الناس بالتاريخ الذي بات ضائعاً ومغيباً، وكذا عن الأحداث التي شهدتها تلك الجبهات التي دارت فيها معارك دامية بين الثوار والقوات العسكرية البريطانية سقط خلالها الكثير من الشهداء والجرحى، فضلاً عن الحملات العنيفة التي انتهجتها بريطانيا في جبهة الحواشب الشرقية والغربية من خلال استخدام الطيران والحملات العسكرية.

وأوضح الطيري خلال الندوة السياسية التي عُقدت في مبنى "جمعية الملاح" بمناسبة عيد الاستقلال، أن جبهة الحواشب تُعد الثانية بعد ردفان التي سقط فيها الكثير من الشهداء وخاصة في منطقة "حلحال" إثر إنزال جوي من قبل القوات البريطانية على مجموعة من الثوار، إضافة إلى منطقتي "بلة والمطلاع" قرب الملاح، وكذا بلة السفلى، حيث سقط عدد من الشهداء أثناء تصديهم للقوات البريطانية، في أشهر معركة سقط خلالها ثلاثة شهداء بارزين منهم الشهيد عباس رضوان الفدائي والمقاتل والمعتقل سابقاً في السجون المستعمر.
تاريخ مشرق
وقال منصور ناصر الحوشبي: "كان لأبناء الحواشب تاريخ مشرق وضاء، بل كانوا في طليعة المناضلين وفي مقدمة الصفوف على أكثر من صعيد وعلى أكثر من جبهة".

وتابع قائلاً: "نحن في هذه الندوة السياسية نحاول أن نوضح بعضاً من تاريخ أبناء الحواشب الذي تم تغييبه لظروف موضوعية وظروف ذاتيه اعتملت في البلد، وجميعنا يدرك الأسباب التي صارت في البلد منذ67 إلى عام90م، والوضع ما بعد العام 90م".

محمد علوي
محمد علوي
فيما قال المناضل العقيد محمد علوي: "تاريخ نضال الحوشب تاريخ طويل يحتاج إلى إنصاف من الباحثين والكتّاب لإعادة كتابة تاريخ الثورة بكل شفافية، لأنه تاريخ أجيال لا يمكن أن يغيب"، مضيفاً: "ما يميز نضال الحواشب هو جغرافية هذه المنطقة التي كانت أقرب إلى القواعد البريطانية، وكان حتى في مخطط المصريين القوميين بقيادة عبد الناصر أن تكون جبهة الحواشب انطلاقاً لتفجير الثورة".

وأوضح علوي أن أول سلاح دعمت به مصر الثورة جاء باسم الحواشب وتحديداً باسم محمد صالح الحوشبي، الذي كان قد هرب بسبب مشاكل مع السلطنة ولجأ إلى الشمال.

وأشار في مداخلته بالندوة أن للمناضل محمد عبيد، وهو رجل دين في الحواشب، كان له دور في توجيه الناس على أساس عقائدي ووطني، الأمر الذي أجبر على إثره من قبل المستعمر أن يرحل من المنطقة إلى الراهدة بمحافظة تعز وتحديداً إلى قبيله الأهدل التي استقبلته في عام 48م، خاض بعدها نضالاً في إب إلى أن تم ترحيله إلى ماوية بتعز عام 68م.

وأكد علوي أن للحواشب تاريخ نضالي كبير في الدفاع عن ثورة سبتمبر التي مهدت ومكنت لقيام ثورة 14 ضد المستعمر حتى نيل الاستقلال.
تغييب للتاريخ
بدوره قال المناضل والباحث محمود الشيبي: "الجنوب العربي واجه غزوات وحروب قديمة، وتعرضت أحداثه التاريخية لكثير من الغموض والنسيان والتغييب، خصوصاً في هذه القطعة الصغيرة والمتمثلة ببلاد الحواشب".
محمود الشيبي
محمود الشيبي


وأضاف خلال مداخلته: "الحواشب تضم جبهة الملاح المسيمير، وكانت تعد ساحة معركة كبرى ضد الاستعمار البريطاني قدموا فيها التضحيات الكبيرة تبعتها هجمات قبائل الجنوب العربي وبعض من السلاطين ومن ضمنها الاغتيالات بحق الانجليز، وامتد هذا النضال بمشاركة الحركة الوطنية العمالية والنقابات حتى مجيئ السيد محمد عبيد الحوشبي الذي قام بمواجهة قوات المستعمر في مواقعه والطرقات بقرى الراحة، كما تصدت للمحتل قبائل بلاد الحوشبي وبإسناد من قبائل القطيبي والضنبري من آل ردفان، وحين خرج السيد محمد عبيد وجماعته المكونة من 39 مقاتلاً، اتجه إلى الراهدة وثم إلى تعز، وفي الملاح انضم إليه محمد حيدرة المغربي الحوشبي وجماعته، وفي ماويه بتعز استقبل السيد محمد عبيد وجماعته بحفاوة من أولاد الشيخ محمد هاشم والشيخ علي عبدالله البحر وسلموه دار الشعب".

وتابع بالقول: "استمر السيد محمد عبيد بمهاجمته للقوات البريطانية في الجنوب في مناطق العند والملاح والمسيمير وردفان، وكان مناضلو الحواشب في مقدمة الصفوف خاضوا خلالها معارك ضاريه في كل الجبهات وسطروا أروع الملاحم البطولية ضد الاستعمار، ومايزال أبناء الحواشب حتن اليوم في مقدمة الصفوف في مختلف الجبهات يناضلون في سبيل تحقيق الاستقلال الثاني واستعادة دولتهم المسلوبة وعاصمتها عدن".
مفترق طرق
المناضل عبدالله عماد علي، أكد ما قاله العميد محمد علوي، فيما تطرق له من أحداث ونضال بازر لأبناء الحواشب أثناء الثورة.
عبدالله عماد
عبدالله عماد


وأضاف: "ونحن أيضاً في الوقت ذاته لن ننسى الجهود التي قدمها الزعيم العربي جمال عبد الناصر لمناصرة ثورة الـ 26 سبتمبر، وثورة 14 أكتوبر، ولولا تلك الجهود وإرادة الله قبلها لما تحقق ما تحقق، ولكننا اليوم أيضاً نقف في مفترق طرق".

وقال: "نعتبر ثورتنا في الجنوب هي ثورة ضد المستعمر البريطاني لا انقلاباً عسكرياً، وندعو أجيالنا القادمة إلى أن تجدد العهد والسير فيما كانت عليه الثورة، كما ندعو التحالف العربي أن يقف إلى جانب شعب الجنوب ومطالبه العادلة ونعتبر "اتفاق الرياض" اللبنة الأولى في طريق تحقيق الاستقلال الثاني".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى