الأعمال الشاقة.. مصدر دخل الكثير من الأسر في أبين

> تكسير الأحجار وحمل التراب من الوديان والزراعة من أبرز الأعمال

> تقرير/ حيدرة واقس
دفع الفقر والعزو بالكثير من أبناء محافظة أبين بمختلف فئاتهم العمرية إلى اللجوء لأعمال ومهن قلما تتناسب مع أعمارهم ومهنهم؛ لكسب الرزق وتوفير ولو جزء من متطلبات حياتهم المعيشية الضرورية بشكل يومي.

زراعة الأرض
زراعة الأرض

وزادت الحرب، التي تمر في عامها الخامس، من رقعة الفقر المدقع في أوساط أبناء المجتمع ودفعت بالكثيرين إلى حافة المجاعة.

ففي محافظة أبين يكافح الناس من أجل العيش، فتلقى الصغير والكبير الرجل والمرأة يعملون في مجالات مختلفة، كالزراعة بمختلف أنواعها وتربية المواشي والنحل وصنع العزف والأواني، وفي تكسير الأحجار من الجبال وجمع التراب من الوديان للبناء به، وغيرها الكثير من الأعمال الشاقة ذو الدخل اليومي المحدود.
ظروف مادية صعبة
واضطر الكثير من سكان هذه المحافظة للأعمال المتعبة بهدف توفير قيمة لقمة العيش لهم ولأفراد أسرهم، في ظل ظروف معيشية صعبة فرضتها الحروب المتتالية والأوضاع المتدهورة والفساد المتعاقب الذي رمى بمعظم الخريجين إلى زاوية المعاناة بعد أن حرمهم من فرصة التوظيف، فيما وقف الموظفون لاسيما المنتسبين للقطاعين العسكري والأمني عاجزين من مجاراة ومجابهة الغلاء الفاحش الذي طال جميع مستلزمات الحياة الأساسية وغيرها في ظل عدم انتظام صرف المرتبات بشكل منتظم، أو لتعرضها لاستقطاعات كبيرة في حال صرفها من قِبل المسؤولين عن حداتهم العسكرية.

صناعة الفحم
صناعة الفحم

وفي الوقت الذي كان يحظى فيه المزارعون والنحالة وغير من ذوي المهن والأشغال اليدوية إلى اهتمام من قِبل النظام في الدولة الجنوبية، ووصف الكادحون والفقراء بأنهم هم "الوطن"، كما قال الرئيس الراحل سالم رُبيّع علي (سالمين)، ذات مرة بينما كان بين الفلاحين والمزارعين في أبين، الذين أصبحوا حالياً مهمشين من قِبل الجهات ذات العلاقة والمنظمات المعنية.

«الأيام» سلطت من خلال هذا التقرير الضوء لمعرفة معاناة هذه الطبقة المسحوقة في المحافظة والتي تكاد تشكل الغالبية العظمى بين سكان أبين.
"الجوع كافر"
وأكد جميعهم في أحاديث متفرقة أن الظروف المادية الصعبة والغلاء المعيشي وقلة الدخل اليومي هو ما دفعهم إلى امتهان أعمال شاقة في سبيل توفير ولو جزء من حاجياتهم المعيشية اليومية.

وأوضح الموطن صالح بن علي، الذي يمتلك مزرعة صغيرة تنتج بعضاً من أنواع الحبوب والخضروات، بأن الكثير من المواطنين يأتون إليه للعمل في المزرعة بشكل يومي كالجني والحفر والسقاية ولو بأجر بسيط.

وأضاف في حديثه لـ«الأيام»: "الجوع كافر، ومن أجل هذا تجد الكثيرين يبحثون عن أي فرصة للعمل لتوفير قوت يومهم".

مزارع
مزارع

مهنة متعبة
وأما الحاج حسن العوذلي، والذي هو الآخر يمتلك قطعة أرض لزراعة الحبوب، فقال: "محافظة أبين تتمتع بتربة خصبة وصالحة للزراعة، ولهذا يعتمد الغالبية على أراضيهم لزرعها كعمل يوفرون من خلاله دخل يغطي ولو جزء من احتياجاتهم واحتياجات أسرهم في مواسم محددة فقط، على الرغم من أن مهنة الزراعة شاقة جداً؛ حيث يمر زرع الأرض بمراحل أولها السقي والغالبية من المزارعين لا يمتلكون آباراً، فيضطرون للانتظار حتى موسم الأمطار، وبعد سقيها تتم عملية الحرث ومن ثم حراسة الأرض من الحيوانات، حتى تنضج ثمارها بعد أشهر فيبعها في الأسواق".
كافح لأجل العيش
كما تحدث النحال سعيد بن سعيد عن التجربة الشاقة في تربية النحل بقوله: "تشتهر محافظة أبين بجودة العسل الطبيعي وتصديره إلى كل المحافظات وبعض من الدول المجاورة، وهذا المنتج الجيد لا يأتي إلا بعد مشقة متعبة جداً".

تربية النحل
تربية النحل

وأضاف لـ«الأيام»: "النحالون في أبين يتنقلون مع نحلهم للعيش في الوديان والسهول والجبال، وذلك للحصول على المرعى المناسب للنحل، ولا ينتج العسل إلا في مواسم، وفي هذه الفترة يمر النحالون بتقلبات الطقس من رياح وأمطار وحرارة، وهم في الوديان والشعاب"، مؤكداً بأنه لا يلجأ أحد إلى هذه المهنة المتعبة إلا من هم من ذوي الدخل المحدود، أو من شدة العوز والحاجة وفي سبيل المكافحة لأجل العيش والبقاء هو وأفراد أسرته على قيد الحياة".
تهميش الشباب
من جهته، تحدث أحمد عبدالله عن معاناته جراء عدم حصوله على وظيفة حكومية كغيره من خريجي المحافظة بالقول: "المئات من الخرجين في أبين أضحوا مهمشين ولا يكترث لحالهم أحد، ولهذا وجدوا أنفسهم أمام الأمر الواقع والحياة المريرة، ومن أجل العيش تجد الكثيرين يعملون في أعمال شاقة أو عضلية" كالبناء والحِمالة والحفر وغيرها من هذه الأعمال المتعبة، وآخرون أصبحوا عالة على أسرتهم أو متجولين في الشوارع دونما عمل، وهذا ما يزيد البطالة في المجتمع".

صناعة الفحم
صناعة الفحم

وأكد عبدالله في حديثه لـ«الأيام» بأن ما تمر به محافظة أبين اليوم هو نتاج لتهميش فئة الشباب وعدم احتوائهم أو توفير فرص عمل لهم.

ويطمح خريجو المحافظة من الجهات المعنية من الجهات المعنية في الدولة إلى تمكينهم من الحصول على وظائف لتحسين أوضاعهم المعيشة الصعبة لاسيما أن الكثير منهم قد تجاوز العقد والنصف من الزمن منذ تخرجه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى