الحمادي قضية وطنية بين الأرشفة والزحف

> الأنشطة الإجرامية التي تأخذ طابعاً سياسياً منظماً أصبحت أكثر اعتمادًا على التكنولوجيا، وهذا ما حدث بالفعل ظهيرة اغتيال الشهيد الحمادي الساعة 02:30 من إرسال رسالة نصية من هاتف أحد المشاركين في الجريمة إلى قائد العملية الأكبر، حسب ما أفادت وحدة جمع المعلومات التابعة للواء 35 مدرع، وتكون لدينا إمكانية امتلاك أكبر مسوغ قانوني لطلب نسخة من التسجيلات الصوتية الرقمية للمحادثات الخلوية عبر خدمة نقل الصوت التي تتمتع بها شبكات الهاتف الجوال في الأراضي اليمنية، وستفصح لنا التسجيلات الصوتية مزيداً والمزيد من المفاجآت المدوية على كل الأصعدة.

إذا نظرنا إلى نسق العملية الإرهابية التي بموجبها تم تصفية الشهيد القائد الإرهابي، فالدوافع سياسية غير المفهومة من البداية قد تلتبس لدينا بمنظور وطني، لكن لو نظرنا إليها من زاوية الإرهاب فالثابت بأن التنظيم الإرهابي الذي ارتكب الجريمة لا يرغب في تحمل مسئولية ارتكابه للجريمة نظراً للنتيجة الجسيمة التي خلصت لها جريمة غيلة الشهيد القائد الحمادي، فالإرهاب وسيلة تندرج ضمن نسق الصراع الداخلي البيني والأجندات الخارجية العابرة للحدود.

لأول مرة يجد المدنيون من أبناء الحجرية وتعز أنفسهم في الخط الأمامي للحرب التي تستهدف وطنهم اليمن ورجالاتهم الوطنية التي شكلت نواة الجيش الوطني.

جميعاً نحن في تعز والحجرية سنفوت الفرص على المتربصين بسلميتنا وثقافيتنا ووعينا ورجولتنا وعزيمتنا وشكيمتنا، ولن ننجر إلى مربع العنف والاقتتال خصوصاً أبناء اللواء 35 مدرع، وسنترك للجنة التحقيق أن تأخذ وقتها الكافي في رفع قرار الاتهام واستجلاء الحقيقة بكل الطرق التقليدية أو التكنولوجية، وطال الوقت أو قصر، فلن تهدم معنوياتنا بمصابنا الجلل في فقدان مهندس نواة الجيش الوطني في تعز والحجرية بقدر ما أصبح قتلة الحمادي غارقين حتى أخمص أقدامهم في جريمتهم السياسية، وممن حل لهم إلا ارتكاب مزيد من الجرائم، فلم تعد لديهم الوسيلة سوى غاية، فأهدافهم الإرهابية لم تستطع تغيير الواقع الاجتماعي والسياسي والعسكري والأمني من شيء بقدر ما جعلت حاضنتهم الاجتماعية تنحسر تدريجياً، ورويداً رويداً، لتحمل الرقم صفر وليس في الحجرية وتعز فقط؛ بل في كل محافظات اليمن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى