توسع رقعة سوء التغذية في صفوف الأطفال بمسيمير لحج

> تقرير/ محمد مرشد عقابي

>
تُعد مديرية المسيمير في محافظة لحج من أفقر المديريات، ليس في النطاق الجغرافي للمحافظة وحسب، بل على مستوى البلاد بشكل عام.

ظروف مادية صعبة وقلة في الأعمال وضعف في الخدمات الضرورية، أسباب أدت إلى تزايد رقعة الفقر في أوساط المجتمع، لاسيما في صفوف الأطفال الذين أضحى الكثير منهم يعانون من سوء التغذية الحاد. أطفال باتت جلودهم ملتصقة بهياكلهم العظمية، لقلة التغذية التي يتلقونها.


نوري عبدالله صالح واحد من أطفال المديرية ممّن تعرضوا للإصابة بهذا المرض والذي أعاقه من النمو الطبيعي، قلّت معه آمال بقائه على قيد الحياة، كما يقول مقربون منه لـ«الأيام»، غير أن قدرة الله تعالى تجلّت بشفائه على أيدي فريق (cssw) المتخصصين في علاج أمراض سوء التغذية.
قلة الحيلة
في منطقتها النائية والريفية التي تتميز بطابعها القروي بالمديرية جلست أم نوري تحتضن طفلها وتسرد قصتها لـ«الأيام»، لتكون عبرة لأمهات الأطفال الذين يعانون من هذا المرض القاتل والنقص الشديد في الوزن قائلة: "بسبب ضيق الحال وشظف العيش ازدادت حالة ولدي سوءاً في هذه القرية التي نعيش فيها، وعند سماعي بمجيء فريق العربة الطبي التابع لـ "cssw" إلى منطقتنا سرعان ما حملت ابني وتوجهت إليهم.. والحمد لله قاموا بإجراء كل ما يستلزمه من القياسات اللازمة له، والتي أكدت إصابته بسوء تغذية حاد وخيم؛ ليخضع بعدها لفترة علاج تغذية مكثف معهم طوال أشهر، وبفضل الله ثم بفضل من الفريق تحسن اليوم وضعه الصحي، كما تمكنوا من إنقاذه من موت كاد يكون محققا".

توسع رقعة سوء التغذية في صفوف الأطفال بمسيمير لحج
توسع رقعة سوء التغذية في صفوف الأطفال بمسيمير لحج

وتابعت حديثها لـ«الأيام» بالقول: "أصبح اليوم طفلي يتناول الطعام بصورة طبيعية ولديه شهية مفتوحة للأكل، وخلال تلك المدة التي مكث فيها للعلاج قدم له أعضاء فريق العربة الطبية الوجبات والحصص الغذائية والعلاجية بشكل دوري ومستمر، إضافة إلى المغذيات الدقيقة التي كان يحتاجها حتى أضحى ينعم بصحة وحيوية ونشاط واستعاد صحته وعافيته التي كانت مفقودة طوال الفترة الماضية"، مشيدة في السياق بالفريق الطبي التابع لـ "cssw"، والذي قالت إنهم عملوا على إنقاذ حياة طفلها في الوقت الذي عجزت فيه الأسرة عن تحمل نفقات وتكاليف العلاجات الخاصة به.
آثار متربتة كثيرة وخطيرة
وأضاف د. سليمان الزبيري، المتخصص في علاج هذه الحالة: "تم تسجيل الطفل ومقياس الطول وتشخيص سوء التغذية له، وخلال ثلاثة أشهر تحسن وضعه الصحي تماماً، وصار وزنه (8.5) كجم بدلاً من (4) كجم، أي أن الطفل أصبح في وضع طبيعي تماماً كسائر أقرانه، وتم إخراجه وهو بكامل قواه الصحية وينعم بالحيوية والنشاط التام".

ودعا د. سليمان عبر «الأيام» جميع الآباء والأمهات ممن يجدون في أطفالهم أعراضا مثل الهزال والإرهاق ونقص الوزن والإسهال وجفاف الجلد وتورم اللثة والأيدي والقدمين وانتفاخ البطن، دعاهم لسرعة التوجه بهم إلى أقرب مركز صحي للكشف طبياً عن حالتهم ومعرفة أسباب ذلك، والتي قد تكون أسبابها هي الإصابة بأمراض سوء التغذية، كما يقول، مشيراً إلى أن الآثار المترتبة على هذا المرض في حال لم يتم معالجة الطفل مبكراً ولم يهتم الأهل بصحته قد تؤدي بحالته إلى التدهور ومن ثم الوصول للإعاقة العقلية أو الجسدية أو الموت.
اعتقادات خاطئة
من جانبها أوضحت مسؤولة التغذية بعربة cssw المتنقلة بمديرية المسيمير الممرضة سارة سالم عبد الله، أن حالات سوء التغذية المزمنة لدى الأطفال بالمديرية من أهم أسبابها الفقر المدقع الذي تعاني منه غالبية الأسر في هذه المناطق الريفية والنائية البعيدة عن مراكز تقديم الخدمة.

وأوضحت سارة، والتي تعمل في هذا المجال الإنساني لأكثر من 3 أعوام، أن هذا المرض هو عبارة عن نقص متواصل في العناصر الغذائية الدقيقة مثل الحديد والزنك والفيتامينات والبروتينات والطاقة، وغيرها من المغذيات، خاصة بعد الشهر الخامس من عمر الطفل، مضيفة: "تجهل الكثير من الأمهات منهاج التغذية السليمة، ولا يتبعن النظام الغذائي الدقيق لأبنائهن، وهناك تصور خاطئ لديهن بأن الطفل ينبغي أن يأخذ الشاي والحليب الصناعي فقط في هذا السن، وهذا خطأ فادح وكبير ومن العادات السيئة التي يجب الإقلاع عنها".

ووجهت الممرضة سارة عبر «الأيام» رسالة إلى جميع الأمهات بضرورة مراقبة نمو الطفل ومقارنته بغيره من أشقائه الآخرين وعمل التحاليل الضرورية حسبما يحدده الطبيب، للتأكد من خلو الطفل من الأمراض المؤدية لسوء التغذية، فالوقاية خير من العلاج، كما تقول.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى