نظرية الخروف

> محمد حسين الدباء

> يحكى أن أحد حكام المناطق أمر باعتقال مواطن وحبسه انفراديا في زنزانة مساحتها ثلاثة أمتار مربعة دون أي سبب، فغضب المواطن وظل يركل باب زنزانته ويصرخ: "أنا بريء، لماذا تم اعتقالي وإيداعي السجن".
ولأنه تجرأ ورفع صوته قائلًا "أنا بريء" وأحدث بعض الضجيج، أتت الأوامر بنقله إلى زنزانة مساحتها متر مربع فقط .

فعاود صراخه، لكن هذه المرة لم يقُل أنا بريء وإنما قال: "حرام تسجنونني في زنزانة لا يمكنني النوم فيها إلا جالسًا"!.

صراخ المواطن مرةً أخرى أزعج سجانه، فأمر الأخير بإدخال تسعة سجناء آخرين معه في نفس الزنزانة، ولأن الوضع أصبح غير محتمل، نادى المساجين العشر مستغيثين: "هذا الأمر غير مقبول، كيف لعشرة أشخاص أن يُحْشروا في زنزانةٍ مساحتها متر مربع واحد؟ هكذا سنختنق ونموت، أرجوكم انقلوا خمسة منا على الأقل إلى زنزانةٍ أخرى".

فما كان من السجان الذي غضب منهم كثيرًا بسبب صوتهم المرتفع، إلا أن أمر بإدخال خروف في زنزانتهم وتركه يعيش بينهم.
جُن جنون هؤلاء المساكين وأخذوا يرددون: "كيف سنعيش مع هذا الخروف في زنزانة واحدة، ورائحة وفضلاته التي ملأت المكان تكاد تقتلنا، أرجوكم لا نريد سوى إخراجه من هنا".

فأمر الحاكم السجان بإخراج الخروف وتنظيف الزنزانة لهم، وبعد أيام، مر عليهم وسألهم عن أحوالهم، فقالوا: "حمدًا لله لقد انتهت جميع مشاكلنا"!
هكذا تحولت القضية إلى المطالبة بإخراج الخروف من السجن فقط ونُسيت قضية مساحة السجن والقضية التي قبلها والتي قبلها والتي قبلها، حتى القضية الرئيسية الأولى وهي "سجن المواطن الأول ظلمًا" لم يعد أحد يتذكرها.

وهذه هي الحكاية تنطبق على المليشيات الحوثية فبعد أن عاثت في الوطن فسادا وكان هدفنا اجتثاث شاوتهم من الأرض أصبحنا في طريق فتح حوار معهم.. ولا تتفاجأ أخي المواطن إن أصبح همنا فقط الصلح والهدنة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى