الغش في المنتجات الزراعية وخطرها

> حسن علوي الكاف

>  تشتهر بلادنا بتربة زراعية خصبة تمتد بالهكتارات في كثير من المحافظات، فالمنتجات الزراعية متعددة ومتنوعة، ففي العقد الأخير يكاد الاهتمام بالزراعة أن يكون ضعيفاً جداً؛ بل إن المساحات الخضراء تتقلص يوماً بعد يوم، وليس هذا وحسب؛ بل إن المنتجات الزراعية لم تعد مثل سابق، فعند دخولنا لأحد محلات الخضار والفواكه وجدنا كثيراً من المنتجات توجد بها بقع خضراء، والبعض بعد يومين ينكمش ويصبح لونه أسوداً، فسألت صاحب ذلك المحل: لماذا هذه الخضار لم تعد مثل أول وتوجد في بعض الخضار بقع خضراء مثال ذلك البطاطس؟ رد قائلاً: "لا أعرف لكن بعض الزبائن لا يأخذونها ويتحذرون منها"، ويسرد حديثه بالقول: "محلات بيع الشبس يقولون عند قلي البطاطس إن البقع الخضراء تصبح سوداء إذن هناك شيء ما!".

هنا أتوجه بسؤال لإخواني المهندسين الزراعيين وكل المهتمين بالشأن الزراعي في بلادنا ماذا تعني تلك البقع؟ وما أسبابها؟ وما خطورتها على من يتناولها، علماً أنها تباع في محلات الخضار جهاراً نهاراً.

نتمنى من وزارة الزراعة والري والجهات المختصة تفعيل دورها ودور الإرشاد الزراعي لهذه المنتجات الزراعية في بلادنا والمنتجات الزراعية المستوردة ومتابعتها وفحصها بشكل دوري واستمرار الرقابة عليها، كما أن المزارعين في بلادنا بحاجة إلى توعية وإرشاد زراعي صحيح؛ بحيث يكون لهم دور فاعل على أرض الواقع والحد من بيع المبيدات التي تهرب لبلادنا وخطورتها على صحة الإنسان؛ حيث تتم عملية وضع المبيدات بطرق عشوائية دون دراسة علمية.

هذه الظواهر السلبية والغش في منتوجاتنا ومحاصيلنا الزراعية منتشرة بشكل لافت خاصة في السنوات الأخيرة، واختيارنا للبطاطس نموذج فقط، وما نشاهده من أمراض قد يكون سببها المبيدات الكيماوية، كما يتم في بعض المزارع السقي بمياه الصرف الصحي (المجاري) دون خوف من الله، تلك المنتجات الزراعية التي نتناولها في غذائنا اليومي قد تكون سبباً للعديد من الأمراض، فالإحصائيات من الأمراض الخبيثة المنتشرة في تزايد في ظل انعدام الضمير الحي وغيابه الذي يكاد أن يكون معدوماً لدى الكثيرين؛ لأن حب المال طغى على النفوس، وأصبح الاهتمام بجني الأموال هو الأهم وصحة الناس لا أهمية بالنسبة لهم.

المجال الزراعي لو استغل بشكل صحيح يعد رافداً اقتصادياً للبلاد؛ لكن غياب أجهزة الدولة ومؤسساتها الزراعية ساعد في عدم الاهتمام بالمنتجات الزراعية وجودتها وسلامتها.
فإنني أحذر المزارعين ومن ساندهم من التلاعب والغش بالمنتجات الزراعية سواء أكانت من داخل البلد أو من المنتجات التي تأتي من الخارج، فإن دعوات المرضى وأسرهم ستنال منهم ومن أسرهم عاجلاً غير آجلا، وعندها لا ينفع الندم.

كما أن جني الأرباح بتلك الأساليب المخالفة التي لا يقرها شرع ولا دين، تكون لا بركة فيها وسيلاحقها المسخ لأن دعوة المظلوم مستجابة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من غش فليس منا"، حفظ الله الوطن والمواطن وسائر بلاد المسلمين من أي مكروه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى