«بائـع».. قصة قصيرة

> صالح بحرق

>
 افترش الأرض أسكب من جونية بصلا وثوما كانت الشمس قد تعامدت في السماء صفراء لونها تسر الناظرين،  وكان هناك ثمة نساء قد اجتمعن على بائع أحذية أرضي، وعلى مقربة تعالت أصوات الباعة، وكان هناك طفل يبذل جهداً للوصول إلى النساء للاستجداء، كانت الأرض متسخة بمخلفات سابقة، وكانت تشم منها روائح العفن، وقد توسط الشارع محل الجوالات المزدحم..

نظر إلى كومة البصل، تحرك في داخله الشجن القديم، وجد نفسه داخل محل الجوالات:
بكم هذا وهذا؟
أمسك بجهاز فخم أعجبه، أخرج من جيبه النقود ناولها للبائع، وخرج من المحل مزهواً آلمت ظهره الشمس الحارقة، رن جواله العتيق، أخرجه فإذا به جواله القديم الخرب، وتساءل أين الجوال الذي اشتريته قبل قليل، شعر أنه كان يحلم، واستمر في أحلامه يدخل ويخرج من المحل وهو في موقعه وكومة البصل أمامه والشمس والريح.. ووقعت عينه على كومة البصل تأملها فوجدها عاطبة كلها لا تساوي شيئا، فالتقط نفسه وترك كل شيء خلفه ووقف أمام محل الجوالات والأحلام تتقاذفه والشمس لا ترحمه.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى