ورحل رائد نهضة عُمان

> عبدالله عمر البحري

>
السلطان قابوس بن سعيد، سلطان سلطنة عمان، علم آخر من أعلام الأمة العربية والإسلامية يرحل عن هذه الدنيا الفانية إلى دار الخلود بعد رحله كفاح طويلة حول خلالها سلطنة عمان إلى دولة تنموية وعصرية ومركز تجاري واقتصادي، ولم يتخلف السلطان الراحل أبداً عن ركب أشقائه في مجلس التعاون الخليجي في أي معترك ولم يغب عن كل المساعي التي بذلت لإرساء قواعد التضامن والبناء مع إخوانه وسخر إمكانات السلطنة لدعم الأشقاء بقدر الإمكان وكان من مؤسسي مجلس التعاون لدول الخليج العربي، وطوال سنوات حكمه نذر السلطان قابوس، يرحمه الله، وقته وجهده وفكره لبناء مؤسسات عمان وتنميتها ونهضتها اقتصادياً واجتماعياً وإعلامياً وترسيخ أمنها واستقرارها.

وعلى الصعيد الخارجي نجح السلطان قابوس في بناء رصيد كبير من علاقات الصداقة والتعاون مع مختلف دول العالم حتى أصبحت عمان دولة فاعلة على المسرح الإقليمي والدولي جعل خلالها عمان في مصاف الدول الحديثة عبر خطط التنمية والنهوض التي تتواصل بخطى حثيثة، وقد خطت سلطنة عمان في عهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد سياسة خارجية اعتمدت على سياسة الأبواب المفتوحة والحياد البناء وانتهاج الحلول السلمية في حل الصراعات وعدم التدخل في شؤون الغير، ورفض التدخل في شؤونها الداخلية.

وإذا كان ثمة عزاء في غياب السلطان قابوس الذي ينظر إليه الشعب العماني على أنه أب للجميع، من الذين يقدرون له ما أنجزه للبلاد خلال نصف قرن من الزمن، فهو في خلافة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد، خير خلف لخير سلف، وهو الذي عمل إلى جانب السلطان الراحل وواكب مسيرة السلطنة. والسلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد قائد حكيم مؤهل بكل المقاييس لسد الفراغ الذي تركه الراحل الذي ترك أثراً عظيماً ودولة حضارية متطورة رسمها بيده، حيث عمل على تحصين المستقبل ورسم معالمه، وخطط لكل دقيقة بعد وفاته، لم يخض حرباً مع أحد وسامح خصومه، وكانت سياسته على الدوام "أصدقاء لا أعداء" وانتهجت سياسة (صديق للجميع).

وحصل الانتقال السلمي للحكم في سلطنة عمان الشقيقة إلى جلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد.. نتمنى للسلطان الجديد التوفيق وللشعب العماني الشقيق الأمن والاستقرار والازدهار في ظل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى