حسن عطا.. "تناسوني وباعوني"

> أمل عياش

> في ذكرى رحيله في التاسع عشر من يناير 2020، ففي مثل هذا اليوم من عام 2008، رحل عنّا (العطا الحسن)، التربوي والفنان.

كانت عدن ولحج (ساكنتين في مهجته).. حبهما تجسد في أغانيه حتى وهو على فراش المرض وقد تخلى عنه الجميع بعد معاناة دامت ثمان سنوات عانى فيها مرارة الألم والدموع والخذلان، كان طلبه الوحيد أن ترفع الجهات المعنية والمسؤولة سماعة التلفون وتسأل عن حاله قبل رحيله، وقد عشت معه معاناته وشاهدت دموع الحسرة على حاله تذرف على خديه..

حاولت أن أقدم له الواجب بعلاجه لكن القدر لم يمهلنا. وكانت الفرحة ترافقه بزيارتي له وبزيارة الأستاذ معاذ الشهابي، الذي أتي من صنعاء مرسلاً من وزير الثقافة حينها، د. أبوبكر المفلحي، كان يفرح ويسعد بتلك الزيارات والسؤال عنه رغم أنها أيام قليلة.
كنت أشعر بالسعادة وهو يوصي أولاده بأني أختهم الثالثة، تاركاً لنا أمانة بأن على كل من يريد أن يغني أغانيه أن يعطيها حقها الأصلي كما سمعها بصوته. قائلاً: "نحن تركنا ثروة فنية إبداعيه كتبها ولحنها وغناها أساطين الأغنية، وتركنا بصمة كي تتعلمها الأجيال القادمة حتى لا تنسي وليس لتشويهها".

الفنان حسن عطا تربوي قدير، إذ عمل في مجال التربية والتعليم حتى العام 1967م.
وكان مديراً لأكبر مدرسة في الجنوب، مدرسة (المحسنية)، نسبة للأمير محسن فضل بن علي العبدلي.

ويقول الفنان حسن عطا: "حينها كان التعليم محدوداً، فطورت المدرسة المحسنية، وجعلت الدراسة فيها فترتين صباحية ومسائية، وتتلمذ على يدي كثير من الإخوة الفنانين والقادة، وكان لهم فضل في ترشيحي ونجاحي في انتخابات مجلس الشعب المحلي".
الفنان حسن عطا مثّل الثقافة في المجلس التنفيذي عندما كان عضواً فيه في إطار محافظة لحج.

ثم عين من قبل المجلس التنفيذي مديراً عاماً للثقافة في لحج.
قال حسن عطا: "تركت الثقافة لأنني لم أستطع أن أطور منها، ووجدت في ذلك صعوبة، فقررت أن أترك الثقافة قبل أن أُحال للتقاعد".

ويصف الفنان حسن عطا وضعه المادي في تلك المرحلة من العطاء بقوله: "كل هذا وكنت أسير على قدمي، لا أملك سيارة خاصة أو حتى سيارة عمل".
كنت دائماً أثناء زيارتي له أرى في عيونه دمعة حزن على ما آلت إليه حالته الصحية من بؤس يتجسد في جملة من أغنيته الأولى وأول لحن له "حالتي ترحم". وبعد رحيله ترك لنا ثروة فنية وإبداعية غنية من الأغاني الوطنية والعاطفية، وتركنا له ولأسرته الصد والهجران.

لنتذكر أغنيته "تناسوني وباعوني!"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى