أتقياء هذا الزمن

> حسين فروي

>  لولا خداع العناوين ما سمعنا صالحاً تقياً وإماماً نزيهاً، كل من حرّك مسبحته وأطال لحيته وكوّر عمامته، ولقد تعلم أن وراء هذا العنوان كتاباً أسود الصفحات، وأن تحت هذا الستار نفسية سوداء مظلمة لا ينفذ إليها شعاع من الرحمة ولا تهب عليها نسمة من نسمات الإحسان.
لن يومن المؤمن حتى يبذل في سبيل الله أو في سبيل الجماعة من ذات نفسه لا أن يبذل في سبيل الأحزاب الفاسدة الهدامة التي تخدم مصالحها فقط بعيداً عن الله.

إن للإيمان مواقف يمتحن الله فيها عباده ليعلم الذين صدقوا ويعلم الكاذبين، فإن بذل المؤمن ماله في مواقف الرحمة والشقة والسعي وراء بناء المساجد والأعمال الخيرية، والشحيح في سبيل الذود عن حوضه وضعيف العزيمة في ما يملك من قوة وأيد في مغالبة شهوات نفسه ومقاومة نزواتها، فذلك المؤمن الذي لا يشوب إيمانه رياء ولا نفاق، ولا يخالط نفسه خداع ولا كذب، لأننا نرى زمن الهمهمة والسواك والمسبحة التي لا تفارق أيديهم، وهذا هو عنوان المنافق الكاذب أجدر منه بعنوان التقي الصالح.

لقد شق ثوب الرياء عما تحته، وظهرت الحقيقة بيضاء ناصعة لا غبار عليها، وأصبح المنافقين وبعض خطباء المنابر والمساجد وأئمة المساجد ينهون عن المنكر، لكن لا يوجد فيهم من يستطيع أن يحمل في سبيل الإسلام خيراً أو يلاقي في طريقها شراً، لأنهم في الأساس منافقون.
فلنصرخ في وجوه هؤلاء الأتقياء المنافقين والذين يدعون الاستقامة والشرف والنزاهة، وهم يمارسون على ذلك، فليتقوا الله في أمتنا وفي إسلامنا، ويتذكروا أنهم سيحاسبون أمام الله بكل ما يقومون به من دجل وخداع باسم الإسلام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى