الأسد عائد إلى عرينه

> د. هشام محسن السقاف

> إتمام صفقة تبادل الأسرى، كما تحدث عنها طرفا الصراع في اليمن الشرعية والحوثيون، وإن كانت قد أشارت بعض التقارير إلى شمولها إطلاق سراح اللواء الركن ناصر منصور هادي، فإنها ولابد أن تشمل إطلاق سراح القائد الرمز محمود أحمد سالم الصبيحي واللواء البطل فيصل رجب. فالثلاثة وقعوا في الأسر في معركة واحدة ويجري عليهم ما هو موثق في القوانين الدولية، بل إن قرارا من قرارات مجلس الأمن سمى بالاسم محمود الصبيحي وزير الدفاع وضرورة إطلاق سراحه، وهو ما كان يفترض أن ينوه وزير الخارجية الحضرمي إليه في تصريحاته الأخيرة، كما كان يجب أن يكون ذلك ضمن أولويات التحرك الدبلوماسي لهذه الوزارة، وواحدة من أجندة التفاوض التي جرت في سلطنة عمان حول الأسرى إن كانت الشرعية طرفا أساسيا فيها أو التحالف قد ناب عنها، فالأمر في الحالتين لا يجب أن يتجاوز الثلاثة الأسرى الكبار محمود وناصر وفيصل. فالقضية وطنية بامتياز ومحمود الصبيحي غدا بطلا وطنيا في الشمال والجنوب على السواء وإطلاق سراحه واحد من مفاتيح إنهاء هذه الحرب البغيضة، وهو ما يجب أن يراعى من شرعية هادي التي -للأسف- استبدلته من وزير للدفاع بوزير آخر يجيد تسليم المواقع والفرار وقطع مرتبات الجنود، بينما بقاء محمود حتى وهو في الأسر له رمزية وطنية ذات مردودات معنوية عالية.

وعلى الإخوة في التحالف مراعاة ذلك في أي مفاوضات لتبادل الأسرى، تقديرا واحتراما لإرادة وطنية جمعية للشعب في الجنوب والشمال. فمحمود سيف لا يغمد في معارك الشرف والرجولة، وسيكون كذلك -بإذن الله- سيفا في وجه أعداء أمتنا العربية.
وكان السلطان الراحل قابوس بن سعيد بن تيمور -رحمة الله عليه- قد بذل مساعي حميدة لإطلاق سراح محمود ورفاقه لم تتكلل بالنجاح في آخر اللحظات، وهو ما نأمل أن يتواصل من خليفته السلطان هيثم بن طارق ومن قادة التحالف العربي.

وإذا كان هناك من يتوجس خيفة من إطلاق سراح محمود من شرعية تفقد أكثر مما تكسب كل يوم، أو من الحوثيين، بما يمثله محمود من حالة جماهيرية غير مسبوقة، فإن إطلاق سراح مشروط بذهابه إلى أي عاصمة من عواصم الحرية في العالم يكون مقبولا إلى حين.
فما أحوج العرين إلى أسد غاب عنه قسرا ثم يعود إليه قطعا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى