قيامة كورونا

> معاذ مدهش الشرعبي

>
معاذ الشرعبي
معاذ الشرعبي
جائحة الخوف وكثرة الآراء، اغسل يديك جيداً، لا تصافح أحداً، تجنب المناطق المزدحمة، ارتدِ الكمامات، ولا تنسَ الواقيات، لكي لا تصاب بكورونا، تكثر النصائح ويزداد الخوف والهلع.
فئات قالت إن كورونا عذاب وجلست تتغنى بالموال المأخوذ من زاويتها وملامح الخوف تكسوها.

والبعض يقول حرب، قد يكون صحيحاً، لكن الأصعب من هذا كله ما يحدث بشعوبنا. كورونا هناك والذعر وتسارع نبضات القلب لنا. وباء بمثابة حرب لم تتضح معالمها بعد.
فقط نحن نشاهد ونفسر ونحلل ما نسمع ونضع الاحترازات ونقارن ماذا لو أصابنا الفيروس، نقف منبهرين أمام هذا العالم وما يحدث فيه وكأننا نشاهد فلماً مرعباً، ليس على كورونا فحسب، بل بكل شيء سياسي ينبعث من هناك، نقرع طبول الذعر على إثره.

للأسف.. أصبحت مجتمعاتنا هشة أشبه بعقليات الأطفال نتشتت ونتوه أمام أية حادثة تأتي من الغرب بمقدور أتفه سياسة مبتغاه أن يهد قوانا، ويضعنا بدوامات عصيبة وتميتنا دون حرب وسلاح، شعوبنا باتت ثلجية تذوب أمام أي شائع، كورونا كشف حقائق كثيرة لم نأبه لها، كمية المخاوف فينا بلغت ذروتها بشكل أكثر من تلك الدول الموبوءة، حقيقة أن الوباء خطير ولا يخلوا من رعونة، لكن ضاقت الصدور وهزمنا قبل أن نكتوي بحرارته.

الزمن يسجل حقائق كثيرة اتضحت لنا فيما بعد، فمثلاً "هور شيما" قنبلة نووية دكت مدينة بكاملها، قتلت قرابة عدد سكان دولتين من دولنا العربية لم تستسلم ولم تترك فجوة لليأس ليميت ما تبقى فيها من تفاؤل.
آمنت بواقعها وتناست شيئاً يقال له "حرب وانتقام"، والجميع يعي معنى "اليابان" الآن. مستقبل كورونا هناك سيكون مصدر قوة لتلك الدول، وهنا سيبقى ذكرى مشؤومة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى