هؤلاء هم السياسيون وهذه هي أخلاقهم

> حسين فروي

> يعلم الله أني أبغض السياسة وأهلها بغضاً، للكذب والغش والخيانة والغدر، أنا لا أحب أن أكون سياسياً، لأني لا أحب أن أكون جلاداً لا فرق عندي بين السياسيين والجلادين إلا أن هؤلاء يقتلون الأفراد وأولئك يقتلون الأمم والشعوب.

هل السياسي إلا رجل قد عرفت أمته أنه لا يوجد بين أفرادها من هو أقسى منه قلباً ولا أعظم كيداً ولا أكبر دهاءً ومكراً فتنصبه للقاء على الأمم الضعيفة، أليس أكبر السياسيين مقاماً وأعظمهم فخراً وأسيرهم ذكراً ذلك الذي تقرأ صفحات تاريخه فترى حروفها أشلاء القتلى ونقطها قطرات الدماء أيستطيع الرجل أن يكون سياسياً إلا إذا كان كاذباً في أقواله وأفعاله يبسم في موطن البكاء ويبكي في موطن الابتسام، أيستطيع الرجل أن يكون سياسياً إلا إذا عرف أن بين جنبيه قلباً متحجراً لا تقلقه بئس البائسين ولا تزعجه نكبات المنكوبين.

لذا يقولون إن السياسة ليست علماً من العلوم التي يتلقاها الإنسان في مدرسة أو يدرسها في كتاب، وإنما هي مجموعة أفكار قانونها التجارب وقاعدتها العمل، أتدري لماذا؟ لأن الكتاب والمثقفين والعلماء، أشرف من أن يدينوا المكايد والحيل في كتبهم وصحفهم، هؤلاء هم السياسيين وهذه هي أخلاقهم وغرائزهم، فهل تضن أن رجلاً نصب نفسه لخدمة الحقيقة ومناصرتها على الباطل واستنفاذ الفضيلة من مخالب الرذيلة ووفق قلمه على تهذيب النفوس وترقية الأخلاق وملأ في رسائله فضاء الأرض والسماء بكاءً على الضعفاء والمساكين والمظلومين والمضطهدين يستطيع أن يكون سياسياً أو محاسباً للسياسة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى