نساء يتسولن في شوارع عدن

> محسن حسين أحمد

> بينما كنت أتجول في أحد شوارع مدينة عدن امتدت إليّ يد ليست كتلك الأيادي المعروفة عليها لدى جميع بالمتسولات متسخات المظهر، فطلبت مني المساعدة فقلت وبسرعة، مثلي مثل غيري حينما يكون توقيت الطلب غير مناسب - الله كريم - مستثني في ذلك يا حجة لكون العمر ليس بذلك العمر الذي نحججه عند الرد بالرغم من مناسبة الكلمة على الجميع، فتجاوزتها بحوالي 5 أمتار، إلاّ إنني فرملت قدماي فتوقفت عن الحركة، فاعتقدت في نفسها أنني وجدت لها ولو قطعة من النقود، فصوبت سهام عيناها المقرقرة بالدمع نحوي، سافر بي الذهن إلى سوريا الانتماء، ولكن تعطل السفر، حينما رأيت طفليها وزوجها بجانبها، فكانت اللهجة عدنية أقرب منها إلى اللحجية.

واصلت السير وأنا متردد وأسأل نفسي هل أعطيها بعض النقود التي بحوزتي، مع أنها قليلة ولها من الأهداف ما رسم لصرفها؟، فخلقت مبررات كي أقنع نفسي بإني محق فيما تصرفت به، واصلت السير وأنا أقول لماذا تتسول وزوجها وطفليها بجانبها؟.

تناسيت أن العملة قد انهارت وفي دركها الأسفل من الانهيار، والراتب ينتظر ولشهور متعبة، وأسعار المواد الغذائية في العلالي، حينها أخذت نفساً عميقاً ونفخت به ليحمل أكثر من ألم، ومعاتب فيه كل من أوصل بحال نسائنا كهذه المتسولة إلى هذه الحالة بعد أن تخلى عنها الرجال ورضوا بحياة الاسترزاق، وصمة عار على جبين كل جنوبي شريف أن يقبل بوضع كهذا.

السؤال لكم أصدقائي الكرام: من يتحمل مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية تجاه كل ما يحدث، وإلى متى نصبر، وهناك طبقة مسحوقة تتسول وتموت جوعاً، وطبقة تمطر عليهم السماء ريالات سعودية ودراهم إماراتية؟.
قد يجب أحدكم أو البعض منكم (الحكومة) ولكن كيف ننتقد حكومة ووزرائها الذين صاروا اليوم كالراقصة التي تتعرى كل يوم على المسرح؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى