الفنان حسن محمد الكريدي.. من يلتفت إليه وإلى أسرته؟

> أحمد فضل ناصر

> الفنان القدير حسن الكريدي، من أبرز نجوم العصر الفني الجميل، حيث شكل ثنائياً جميلاً مع أخيه الفنان المبدع وصاحب الألحان والريشة والأنامل المتميزة، على العود وكذا الكمان.

الفنان القدير ذو الأخلاق العالية، فضل الكريدي، وأخوه، شفاهما الله من كل مكروه، حيث كانا من نجوم الأمس الجميل واستطاعا أن يجذبا الأنظار والألباب بإبداعاتهما في الأعراس والاحتفاليات.. كما كانت للفنان المتميز حسن كريدي أخلاقياً وإنسانيا، بصمات ولمسات جميلة في الألحان الجديدة التي قدمها أخوه الفنان المبدع فضل كريدي.

الفنان القدير حسن كريدي من مواليد عام 1953م في قرية سفيان م/ لحج، متزوج وأب لسبعة أبناء، ثلاثة ذكور وأربع إناث، أصغرهن وصيفة (فنانة).
وكان والده محمد عبدالله الكريدي فناناً (مغنياً)، ثم ضارباً على آلة (الحرَّانة) وهي طبل كبير كانت ضمن الآلات الإيقاعية للفرقة النحاسية السلطانية، حيث كان عازفاً بارعاً على تلك الآلة الإيقاعية، كما كان عمه (شقيق والده من الأم)، عبدالله المغلِّس، عازفاً على آلة الباص النحاسية في تلك الفرقة.

أخواته فطوم وإيمان مغنيات وممثلات معروفات في الساحة الفنية منذ الستينات، كما كان أخوه جمال ضارباً بالإيقاع ومغنياً في كثير من المناسبات.
تلقى حسن الكريدي تعليمه الابتدائي في المدرسة المحسنية وتتلمذ على أيدي العديد من الأساتذة، أمثال عبداللطيف البان وحسن عطا وغيرهم، وكانت بدايته الفنية هاوياً الضرب على الإيقاع مع أصدقائه وأقرانه في قرية سفيان، أمثال فريد حمدون.

في عام 1963م اصطحبه أخوه فضل كريدي إلى الندوة اللحجية وصار مردداً فيها (كورس) حتى قرر الفنان صلاح ناصر كرد قائد الندوة الأخذ بيده، فقدم له عدة ألحان أولها أغنية (بغنجه والدلال) من كلمات الفنان والشاعر أحمد عمر إسكندر، سجلها لإذاعة عدن، كما سجلت على أسطوانات شركة (بي بي فون) مع أغنية "والله ما تحلحل حتى يلتفت" من كلمات الشاعر أحمد علي النصري، ولحن الفنان محسن بن أحمد مهدي، وأغنية "محنون قلبه يباني" من كلمات الرطيل من الكود بأبين، ولحن علي حسين الكيلة، كما قدم له الفنان محمد سعد الصنعاني عدة ألحان، منها أغنية "ما بي على الفرقة آلة" من كلمات الشاعر أحمد عباد الحسيني، ثم التقاه بعد ذلك الفنان فضل محمد اللحجي، وقدم له من ألحانه وكلمات الشاعر صالح نصيب أغنية "قضيت العمر"، كما قدم له من كلمات الشاعر علي يوسف فضل أغنية "ياحبيبي كم شكى البين قلبي".

وفي عام 1964م التحق بندوة الجنوب الموسيقية، ثم ارتبط اسمه بعد ذلك بالثنائي عوض أحمد كريشة وأحمد سالم مهيد، اللذين قدما له ولغيره من الفنانين الجدد العديد من الأعمال الغنائية الرائعة، وذلك في منتصف الستينات من القرن الماضي، أمثال فضل الكريدي وفيصل علوي سعد وأخواته (فطوم وإيمان) ومحمد سالم كرعم، وآخرين، حيث أن له الكثير من الذكريات مع ندوة تبن، وقد حفظ معظم الأعمال الغنائية التي انتجتها الندوة ويعتبر أرشيفاً ومرجعاً لمعظم أغاني التراث نصوصاً وألحانا وأداء.

رافق الفنانة نور سالم النجار (نجاره) في العزف على الإيقاع، كما صاحب أخاه فضل وأخواته إيمان وفطوم على تلك الآلة، ويعود الفضل في إجادته الضرب على الإيقاع إلى موهبته وتعلقه بتلك الآلة، ثم لمعلمه الأول عازف الإيقاع الشهير الفنان فضل ميزر خميس وآخرين، أمثال عوض كريشة وصالح علاية وحسين حسن ناجي (حسيني) وعلي عياش وفيصل محمد فرج (الكبع).

عاصر الندوات الموسيقية منذ تأسيسها، فقد كان عضواً في الندوة اللحجية والجنوب وفرقة تُبَن التي كان الفنان فيصل علوي قائدها، وعازفاً في معظم تسجيلات حسن كريدي في الأسطوانات وفي الأعراس، كما عاصر فرقة الفلاح والحوطة الموسيقيتين، ومن زملائه في تلك الفرق عبدالله هادي اللوزي وعبدالله محمد حنش وعياش أحمد علي وهادي سعد شُمَيْلة ومحمد علي حمود وعبدالله حسن إبراهيم وبشير ناصر بلال وأحمد محسن عبدالله الشلن، وغيرهم، وأكثر من لازمهم في العمل الفني أخوه فضل الكريدي والشاعر عوض أحمد كريشة والملحن أحمد سالم مهيد وفيصل علوي سعد.

في عام 1972م انتقل إلى عدن وعمل في المعهد الموسيقي العسكري التابع لوزارة الدفاع، حيث صُقلت موهبته وتطورت باختلاطه بالفنانين والموسيقيين من خارج لحج الذين قدّموا له الكثير من الأعمال الغنائية في الجانب العاطفي والوطني، كما أتيحت له المشاركة في العديد من الاحتفالات والمهرجانات الرسمية والشعبية حتى صار الفنان الأول للقوات المسلحة، حيث جاب السهول والوديان والجبال ومثل القوات المسلحة والتوجيه المعنوي بأبرز الروائع الغنائية ولكن للأسف لم يلتفت إليه أحد في محنته المرضية الشديدة ولم يوله التوجيه المعنوي أدنى التفاته بالرغم من جهوده وبصماته في هذا الجانب.

وقد لقبه الفنان محمد سعد عبدالله بـ (دوخي اليمن) لتشابه صوته بصوت الفنان الكويتي عوض الدوخي من حيث انخفاض درجة صوته (قرار - باص) الوسط والقرار التي لازال محافظاً عليها إلى اليوم.
ذكرياتنا معه كثيرة، نرجو من المولى العلي القدير التوفيق في تكريم هذا المبدع الإنسان من خلال تقديم مشوار حياته ومسيرته الفنية وذكرياته وأعماله وصوره في كتاب حتى نؤرشف تجربته للأجيال..

مع تمنياتنا له بالشفاء العاجل وأن لا يتجاهله المسؤولون في وزارة الثقافة والتوجيه المعنوي بالقوات المسلحة، فهو بحاجة إلى الاهتمام والعناية والرعاية الكاملة له ولأسرته التي تمر حالياً بظروف غاية في الصعوبة، حيث إنه يمر حالياً في ظروف صحية حرجة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى