الفنان التشكيلي محمد شائع.. صورة إبداعية تجسد روح أبين

> تقرير: عبدالله الظبي

> يعيش الفنان التشكيلي محمد شايع في حي 22 مايو بمدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، وهناك سطع نجمه كرسام وخطاط إبداعي وإعلاني يرسم ويصمم كل ما يجول في خياله على الورق ثم على اللافتات والبنرات واللوحات الإعلانية بصور بالغة الجمال والإبداع..
يقول في حديثه لـ "الأيام" إنه يعيش في منطقة لا يوجد للفن التشكيلي فيها حاضنة كما هي حواضن المليشيات والصراعات".

مشاركات محلية
أخذ نجم الفنان التشكيلي محمد شائع يلمع في الساحة المحلية لما عرف غنه من حس فريد وإبداع في الرسم والتصميم والخط وبدأت تقدم له بعض الدعوات في المهرجانات والاحتفالات المحلية.
ويقول بأنه بدأ يتلقى العديد من دعوات الحضور للمهرجانات والاحتفالات، وكانت أول مشاركة له في أسبوع الطالب بجامعة عدن، في هذا المهرجان حصل شائع على المركز الثاني من بين17 كلية مشاركة رغم عدم تمكنه من حضور المعرض في يوم المسابقة، وبالتالي عدم عرضه لكل لوحاته.

تسلم محمد شائع شهادة التفوق والإبداع من رئيس جامعة عدن الأسبق عبدالعزيز بن حبتور، وكان يقوم بعرض لوحاته في كل أسبوع للطالب الجامعي يقام في زنجبار، الأمر الذي دفعه إلى تطوير موهبته في مجال الرسم والتصميم، ليفوز لاحقاً بمسابقة تصميم شعار جامعة أبين، ثم كان عليه أن يصمم معظم شعارات الجمعيات، في محافظة أبين.

حاليا يعمل شائع في قسم الدعاية والإعلان بمركز بغداد للكمبيوتر واللغات، كما يقوم بتصميم لوحات إعلانية حسب الطلب.
وقد حصل على جوائر نقدية رمزية، مع بعض شهادات التقدير من جامعة عدن وجامعة أبين، وأقام معرضا مشتركا مع الرسام أشيد الحافرة في كلية التربية بزنجبار عن حرب 2011.

ويعتقد الفنان التشكيلي محمد شائع أن أبين مقبرة المواهب، إذ إن هناك الكثير من الشباب والفتيات الذين يعانون من شحة الإمكانيات وتوفير مستلزمات الفن مثل الألوان الزيتية والمائية، وصالات لممارسة هواياتهم الفنية، إذ لا يوجد بيت للفن بالمحافظة.

والفنان الذي أنهى دراسته الجامعية وحصل على بكالوريوس لغة عربية من كلية التربية زنجبار- جامعة عدن، يؤكد على أنه يخدم موهبته من خلال تذوقه للعمل الفني قائلاً: "بعدها قمت بتطوير موهبتي في مجال الرسم والتصميم، كنت حينها أحد تلاميذ الأستاذ والخطاط الكبير سعيد فاضل، ثم عملت مع الفنان الكبير الرسام أشيد الحافرة في مجال الخط لمدة ثلاث سنوات تقريبا" على أنه محمد شايع بدأ الرسم كهواية في الصف الثامن كان عمره حينها 13 عاما".

يتذكر بأنه واجه صعوبات جمة في حياته وأبرزها عدم وجود الدعم الكافي والاهتمام من قبل السلطة المحلية بالمحافظة ومكتب الثقافة بالفن بجميع أنواعها.
وأن معاناته الأبرز تكمن في عدم وجود بيت للفن في أبين، كباقي المحافظات من أجل ممارسة هذا الفن وتعليم الذين يملكون المواهب الفنية.

وأمنيات شايع تتمثل بأن يشارك في بعض المحافل الدولية للفن التشكيلي والخط والتصميم، آملا أن يستفيد أكثر من النجوم الكبار في الوطن العربي أولئك المبدعون في الرسم والخط والتصميم، فهو يود أن يشرف اليمن وأهله ومحافظته بشكل خاص، إلا أنه لم يتمكن من المشاركة بسبب الظروف وعدم حصوله على منحة للمشاركة من قبل مكتب الثقافة.

نجم واعد متعدد المواهب
لم يتوقف عمل الفنان التشكيلي محمد شايع في حدود الرسم فقط، لقد استطاع أن يكسب ثقة المسؤولين في السلطة المحلية وجامعة أبين، فضلاً عن أصحاب المحلات التجارية ومحلات الصرافة.

فإلى جانب تصميمه لشعار جامعة أبين وشعارات كليات جامعة، والجمعيات الأهلية والمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني، يحلم اليوم بامتلاك مكتب أو شركة للدعاية والإعلان يمارس من خلالها هواياته ومواهبه، ويساهم في تعليم جيل موهوب من الشباب الفن الذي كاد يندثر، إذ كان قد تعلم على يد مثله الأعلى الخطاط اليمني صاحب الإجازة في الخط ناصر النصاري.

يدعو الفنان محمد شايع مكتب الثقافة ووزارة الثقافة إلى الاهتمام بالفن والفنانين الذين وصفهم بالصورة الإبداعية للمحافظة، مطالباً بإنشاء بيت للفن كبقية المحافظات، وتوفير كافة الاحتياجات من أجل تطوير مواهب الشباب، لافتا إلى أن هناك الكثير ممن يمتلكون المواهب الإبداعية لكن لا تتوفر لديهم الإمكانيات لينطلقوا بإبداعاتهم.

يقول صديقه الفنان التشكيلي أشيد الحافرة: "أتى محمد شائع للرسم في دار الإبداع ليعمل فيه، وهو يمتلك موهبة الخط وأنه مع الاستمرارية في العمل الخطي اليدوي وصلت تكنولوجيا، التصميم ، ليثابر الخطاط الإعلاني محمد شائع كي يتعلم برنامج الفوتوشوب في التصميم، بعدها أثبت بأن له مكانه في التصميم والإعلان، ثم بدأ يتعلم الرسم على يدي وأثبت جدارته فيه.

وأضاف: "ترك محمد دار الإبداع ليبدأ مرحلة جديد مع مركز بغداد، حيث تسلم موقعة في الدعاية والإعلان وبدأت تنشط الأعمال الإعلانية، وكان لمحمد بصمة رائعة في هذا المجال، و يمتاز بطيبة قبله وأخلاقه العالية، حيث بدأ يكوّن علاقات مع من حوله.. وعندما تسأل محمد عن إبداعه تجده بكل تواضع يقول لازلت أريد المزيد.. هؤلاء هم الموهوبون".

وأخيرا يجدر القول أن المبدعين قليلون في مختلف المجالات العلمية والثقافية والمهنية في أبين خاصة والجنوب عامة. ويتطلب من المهتمين في مجال الإبداع المهني البحث عن تلك الكنوز في عالم الإبداع لتطوير معارفهم ومهاراتهم في مجال التصميم والرسم وغيرها من الفنون التشكيلة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى