شغف الأحداث الجديدة

> معاذ مدهش الشرعبي

> أتساءل دائماً، لماذا نحن أبناء هذا الوطن نسرف في الاهتمام بكل ما هو جديد علينا وبشكل مفرط للغاية؟ وأقف عند هذا المثل القديم الذي يقول: "جدة اليمنيين ماتت من الغلت"، بمعنى أن جدة هذا الوطن كان سبب موتها الحيرة وترقب الأحداث الجديدة.
كلنا ندرك ونؤمن بأن الأحداث المستجدة تأخذ جل تفكيرنا حتى تبلغ ذروتها، ومن ثم ننسى الحدث مهما كان ناتجه، ويتلاشى بريقه ونعتاد عليه ويصبح روتينياً.

فمثلاً حين سمعنا دوي خبر المصاب الأول بالوباء في حضرموت بلغ الذعر أعلى مستوياته، أعتقد أن هناك أُناس أصيبوا بجلطات دماغية جراء سماعهم الخبر.
الآن لم يعد ذلك الأمر يحمل في نفوسنا طابعه السابق الذي سجلته مخيلتنا من هلع وشتات، لا أقصد بهذا عن الفيروس نفسه، بل بالحدث الذي هو أساس ما نتكلم عنه.

وقبل ذلك الوباء تفاعلنا مع بداية الحرب بنفس الشعور والخوف الذي ينتابنا في كل ما هو جديد، ومن ثم اعتدنا على الحرب ومازلنا نتنفس بارودها إلى الآن ونسمع أحداثها، لكن ليست بذلك الشعور السابق في بدايتها.
يتضح أننا شعب لازال ببراءته يهتم بما هو ملحوظ، شعب نقي الجوهر، كما عُرف منذ الأزل، لم تتأثر مبادئه الإنسانية جراء الأوضاع الصعبة التي يعيشها، متماسك المبادئ رغم متاهات الواقع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى