عدن.. الأكثر مأساوية

> أحمد أحمد غالب

> عدن في وضع كارثي صعب الاحتمال، كل أوضاعنا بالغة السوء على امتداد الوطن لكن عدن تتفوق على بقية المحافظات أن أوضاعها أكثر مأساوية في كل مناحي الحياة لأسباب الكل يعرفها لأن الكل حاضر بالاسم، وغائب عن الفعل، وكل فريق يريد أن يكون المسؤول لكن بلا مسؤولية.
وزاد من معاناة المواطنين إعلان انتشار فيروس كورونا، إضافة إلى الأوبئة الأخرى القاتلة والمستوطنة في المدينة منذ فترة، وهي حمى الضنك والمكرفس وأخواتهما الأكثر مأساوية.

إن المواطن لم يجد من يقدم له المساعدة، الكل يرفضه حتى يلفظ أنفاسه وهو يتنقل من مرفق إلى مرفق، حتى مستشفى الأمل الذي اقتحمه مكتب الصحة بالقوة ليكون محجراً صحياً لاستقبال الحالات المشتبه بها غير مجهز لذلك، والعاملين فيه يفتقرون إلى أبسط أدوات الوقاية ولوازم العمل، كما أعلن من قِبل كثيرين من المراجعين والعاملين يفاقم المأساة أن:

- المستشفيات الخاصة معظمها أغلقت أبوابها، وتخلت عن دورها ومسؤولياتها حتى في استقبال الحالات الروتينية، مما يحتم بعد مرور هذه الجائحة أن يكون للدولة وقفة جادة معها.
- الخدمات الأساسية في أسوأ حالاتها خاصة الكهرباء والمياه.

- البحيرات الآسنة من آثار الأمطار مختلطة بمياه المجاري الطافحة تملأ الأزقة والحارات.
- أكوام القمامة تسد الشوارع والأحياء.

وهذا يحدث في غياب الكل عن المشهد، سلطة محلية وحكومة وانتقالي وحتى مجتمع مدني.
اترك كل ما ذكرناه جانباً.. فذلك أمر شرحه يطول.. ما يهمنا هو التركيز على خلية مواجهة الجائحة التي تعطلت أعمالها بسبب الخلاف حول من يتصدر المشهد وظهور بعض الأطباء بمناشدات تطالب بأن يوكل الأمر إلى منظمة أطباء بلا حدود كحل للإشكال، وتأمين الحد الأدنى من الرعاية لبعض المصابين.. بدلاً من الضياع والتيه الذي نعيش فيه، وربما هذا الخيار يكون أسلم الخيارات.

يا إخوة.. علامَ تختلفون؟ هذه الجائحة ركعت دولا عظمى بكل إمكانياتها المالية والتكنولوجيا والبشرية.. من يتقدم يجب أن تسلم له الراية.. وكثر الله خيره.
ويفترض الكل يدعمه لا نرى في الأمر مشكلة، من يريد أن يتقدم طالما ولديه القدرة والاستعداد لتحمل المسؤولية أهلا به.. الموضوع فيه موت وضحايا، موضوع مرعب وكارثي.

ولو أن الخيار الصحيح أن تتوحد كل إمكانيات البلد وعلى وجه الخصوص الصحية في إطار واحد لمواجهة هذه الجائحة، لأن الخطر أكبر من الكل موحدين، فما بالك ونحن مفرقون في إطار مدينة واحدة كعدن.
وسلامتكم.. وصوما مقبولا.

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى