عدن والبيئة القاتلة

> هاني محمد العولقي

>
بعد أن كانت عدن مدينة الصراعات وساحة الاغتيالات ومكاناً للبلطجة، أصبحت اليوم تصاب بنتائج بيئية قاتلة لا تختلف عن النتائج الاجتماعية، ولا فارق بينهما، حيث يُصرع العشرات بين ليلة وضحاها دون أسباب دامية أو حوادث فعلية، ولا يعبّر ذلك إلا عن مدى خطورة البيئة في عدن التي تحتوى على المياه الملوثة التي خلفتها الأمطار والسيول، والتي اندمجت مع مياه الصرف الصحي نتيجةً لبنية تحتية هشة.

ومن هنا ورغم تعدد الأسباب ومغبة النتائج، لا زالت البلاد وعدن بالتحديد ساحة الموت البشري والبيئي، ما الذي يحدث في عدن؟ لا يكاد الشعب يغفو بعد صراع كارثة إلاّ ويستقبل كارثة أخرى.
لقد أصبحت عدن في مهب الريح، وليس لها من يلملم جراحها، كما ليس للشعب من يسمع نداءه.

تفاقمت الأوضاع المتردية التي تلت الحرب يوماً بعد يوم حتى أصبحت منبعاً للموت والفساد لا غير، يا ترى ما الذي تؤول إليه الأيام القادمة؟
كم يجب أن يفنى من البشر حتى تعود عدن إلى بر الأمان؟، المستشفيات حسب دورها الآن ليست إلا مراكز لتأكيد حالة الوفاة فقط.

أين دور وزارة الصحة، وأين دور المسؤول، وأين دور المعنيين بكل ما يحدث الآن؟ نحن في وضع لا يسمح بالنوم والغياب والتخاذل والتكاسل والاستهتار بما يجري، نحن في حالة طارئة تستدعي تدخل الجميع دون استثناء، بعد عجز من يهمه الأمر، لهذا انقذوا عدن وأهلها، يجب لملمة الجراح بكل مجهود وإمكانيات وبكل اهتمام، دعوا السياسة قليلاً من الوقت، فما يحدث الآن كفيل بالموت دون أي نزاع مسلح، اتركوا المطامع والمناصب والأهداف الشخصية وانظروا إلى حال البلاد، لعل في ذلك ما يخفف من الضحايا ويبقي الشعب الجائع والمرعوب والمرهق نفسياً، فلا زال الشعب يصارع الرمق الأخير، ولا زال بحاجة إلى يد العون، ولا زال يبارك ويهنئ ويذكر بالشهر الكريم، رغم كل الأحداث، فهل من مجيب؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى