كورونا والحميات تفتك بسكان أبين

> تقرير/ عبدالله الظبي - سالم حيدرة صالح

> تضاعفت أعداد الوفيات في مديريات محافظة أبين خلال الفترة الأخيرة، بسبب تفشي الأمراض الوبائية والحميات وفيروس كورونا.
وتسبب التزايد الكبير في الإصابات والوفيات بخلق حالة من القلق والخوف لدى السكان، لاسيما في ظل الغياب شبه التام للسلطة المحلية ومكتب الصحة والسكان بالمحافظة، وعدم قدرة القطاع الصحي على مجابهة هذه الأوبئة والحميات، بسبب شح الخدمات العلاجية في مستشفيات أبين.

وبحسب الجهات المسؤولة، فقد تجاوز عدد الإصابات في مديرية خنفر وحدها منذ شهر يناير وحتى 30 مايو 19 حالة كورونا، بينها 5 حالات إيجابية و3 وفيات، و17 حالة تشيكونيجيا "مكرفس" توفي منها 5 حالات، و105حالات لحمى الضنك بينها حالتا وفاة، بالإضافة إلى حالتي إصابة بالملاريا.
ويفتقر القطاع الصحي في المحافظة للكثير من الأساسيات، وهو ما يؤكد أن الوفيات مرشحة للزيادة خلال الأيام والأسابيع المقبلة.

وأوضح الإعلامي ناصر الجريري، أن الانتشار الكبير للحميات وفيروس وكورونا حصد عشرات الأرواح خلال الفترة القليلة الماضية، في مدينة جعار بمديرية خنفر ومديرية زنجبار عاصمة المحافظة، في ظل وضع صحي متردٍ، وكذا غير المبالاة من قِبل الجهات ذات العلاقة.
ويخشى الجريري من أن يتسبب ضعف دور هذه الجهات في متابعة الأوبئة وعدم توفير العلاجات والرعاية الكاملين من استفحالها وتوسعها إلى المديريات الأخرى.

كما حمّل في السياق، المواطنين جزءاً من المشكلة نتيجة قلة الوعي وعدم اتباعهم للإرشادات التوعوية للوقاية من فيروس كورونا التي تنفذها بعض المنظمات وغيرها، وكذا عدم تطبيق مبدأ التباعد الاجتماعي وعدم الاختلاط والتجمعات في الأماكن العامة، وخاصة في الأسواق العامة وأسواق بيع القات المنتشرة في المديريتين وغيرها من التعليمات.

وناشد الجريري عبر "الأيام" الجهات ذات العلاقة، القيام بواجباتها في متابعة الأمور بشكل جدي والمساعدة بتجهيز المحاجر الصحية لمرضى كورونا وتوفير العلاجات والمضادات اللازمة والفحص المبكر من خلال الأجهزة الحديثة، وضرورة فتح غرفة عمليات في المحافظة عبر إدارة مكتب الصحة والسكان في المحافظة للتبليغ عن حالات الاشتباه أو الحالات المرضية المصابة بهذا الفيروس.

انتشار مخيف للحميات
من جهتها، أكدت نجوى محسن سالم، وهي اختصاصية اجتماعية، أن ارتفاع عدد الوفيات في عدد من مديريات المحافظة وخصوصاً في مديريتي خنفر وزنجبار، يدل على انتشار وتفشى الأوبئة والحميات، ومنها حمى الضنك والمكرفس كما يطلق عليه شعبياً والملاريا وفيروس كورونا، مشيرةً إلى أن هذه الأمراض فيروسية وبائية تتطلب تجهيز واستعداد لكبح انتشارها وتفشيها في أوساط المجتمع.

وأضافت قائلة: "ما هو حاصل، هو انتشار مخيف للحميات وبشكل يفوق الوصف والتوقعات، وفي المقابل لم يحرك المسؤولون في لقطاعات الصحية والسلطة المحلية أي ساكن، بل إن هناك عيادات أغلقت أبوابها، وما كان يجب أن يتبع هو القيام بتجهيز مستشفى الرازي ولو بأسط المقومات الأساسية والاستعداد وتوفير الأدوية وإلزام الأطباء فيه بالعمل، لاسيما أنه يعد أهم مرفق حكومي قائم على أرض الواقع، وكل ما يحتاجه في الوقت الحالي هو تأهيل العاملين لمواجهة الجائحة وتوفير المعدات اللازمة للفحص والتشخيص وتوفير أجهزة التنفس والعناية المركزة، وكذا إلزام العيادات الخاصة بفتح أبوابها لتقديم الرعاية الصحية العادية، وتحويل الحالات الخطيرة لمشفى الرازي، وهذا حال كل دول العالم، ولكن مع الأسف لم تتحرك السلطة المحلية لا في المحافظة ولا المديرية للقيام بدورها، ولأننا في وقت ضيق جداً يتوجب فيه على المعنيين التحرك الفوري لتوفير ألبسة واقية للأطباء وإلزامهم بالدوام واستقبال الحالات وتقديم اللازم لهم، كما يتوجب على مكتب الصحة والسكان توفير الأدوية اللازمة الخاصة بالحميات، فهناك انعدام تام لكثير من الأدوية المهمة".

وضع صحي هش
ويشير مدير مؤسسة الغد المشرق والتي تنشط في المجال الإغاثي والإنساني، محمد الأغبري، إلى أن انتشار الأوبئة في محافظة أبين بشكل عام ومديريتي زنجبار وخنفر بشكل خاص، تسبب بوفيات كثيرة خلال الفترة الأخيرة.
وقال: "بتنا نسمع بشكل يومي عن تسجيل حالات اشتباه وتزايد عدد الوفيات، ولهذا نحن نريد تطمينات من الجهات المعنية في مكتب الصحة وفريق الترصد الوبائي ،هل قامت بواجبها بعزل من اختلط بهم هؤلاء المصابون؟ وهل هناك من إجراءات احترازية للحد من انتشاره؟"، متمنياً من المنظمات تقديم الدعم لمشفيي الرازي وزنجبار، حتى يتمكنا من تقديم خدماتهما للمواطنين.

وأوضح الأغبري أنهم في مؤسسة "الغد المشرق" نفذوا خلال الأيام الماضية، عملية رش وتعقيم بجهود ذاتية، وبدعم بسيط من بعض المسؤولين في المديرية.
وأعاد د. وهيب عبدالله سعد، أستاذ الفلسفة بجامعة أبين، انتشار الأوبئة والحميات وكورونا بشكل كبير في مدينة جعار، إلى هشاشة الخدمات الصحية الناتجة عن عدم رفد الجهات المعنية والمستشفيات والمحاجر الصحية بالأجهزة الصناعية، وكذا الكادر الطبي المؤهل لمجابهة هذه الأوبئة والحميات.

فيما أكد رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمديرية زنجبار، العميد صالح أبو عبدين، أن الأوضاع الصحية في مديريتي خنفر وزنجبار أصبحت غير مستقرة، جراء تفشي الأوبئة والحميات وفيروس كورونا فيها، وافتقار المستشفيات لأبسط المقومات لمجابهتها.
وطالب سعد عبر "الأيام" مكتب الصحة بالمحافظة والمنظمات للدولية بتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية وأجهزة التنفس الاصطناعية.

لا بد من تحرك عاجل
من جانبه، شدّد الإعلامي نايف زين على ضرورة التحرك العاجل والمسؤول لاتخاذ الإجراءات المطلوبة، فيما يتعلق بموضوع الحجر المنزلي وغيرها من الإجراءات التي من شأنها أن تحد من انتشار فيروس كورونا.
الأمر ذاته طالب به عضو المجلس المحلي محمد عمر الفضلي، مضيفاً: "علينا كممثلين عن السلطة المحلية ولجان وجمعيات مجتمعية ومشايخ وعقال حارات ووجهاء المساهمة، بتفعيل دورنا المجتمعي في المشاركة الفاعلة بتنفيذ هذه الإجراءات الوقائية ونشر الوعي بين أوساط المجتمع حول خطورة هذه الوباء، من خلال الابتعاد عن التجمعات والاختلاط كإقامة الأعراس والزيارات الأسرية وغيرها من الطرق التي تساهم في نشر الفيروس".

العمل من دون حماية
من جهته، أكد رئيس هيئة مستشفى الرازي بجعار، د. محمد عوض الشرفي، أن الكادر الصحي بالمستشفى يعمل بدون حماية عند استقباله للحالات المرضية، ومنها الحميات التي انتشرت في المحافظة خلال هذه الأيام، داعياً وزارة الصحة توفير الحماية للكادر الصحي بالمستشفى، لكونهم خط الدفاع الأول في مواجهة الأوبئة ومنها فيروس كورونا.

وأوضح في تصريحه لـ "الأيام" بأنه "سيتم افتتاح مركز الحميات في المستشفى، بدعم من أفران عدن الخيرية، بعد أن تم توقيع العقد معهم واستلام المبنى بهدف التخفيف من الضغط"، مضيفاً: "لقد جلسنا بهذا الخصوص في اجتماع مع المحافظ واتفقنا معه على أن مكتب الصحة بمديرية خنفر سيكون هو المسؤول على المركز مع أفران عدن الخيرية، وخلال الاجتماع، طلب منا المحافظ الرفع إليه بما يحتاجه المستشفى من الأدوية والمعدات، وإن شاء الله سيقوم بتوفيرها".

وأبدى الشرفي أسفه وحزنه الشديدين لفقدان ثلاثة من كوادر المستشفى، خلال الأيام الماضية، بسبب الأوبئة وشحة الإمكانيات.
وناشد مدير مستشفى الرازي، الحكومة ووزارة الصحة والمنظمات الدولية والمحلية والتجار من أبناء المحافظة، تقديم والمساعدة للمستشفى، ليسهم في رفع قدراته للقيام بواجبه في تقدم خدماته الطبية للمرضى.

اتخذنا الإجراءات اللازمة
وأوضح مدير مكتب الصحة والعامة والسكان في مديرية خنفر بمحافظة أبين، د. صلاح بالليل اليوسف، أن ما تم رصده من حالات إصابات بالحميات منذ شهر يناير وحتى 30 مايو الماضي، بلغت 19 حالة كورونا بينها 5 حالات إيجابية و3 وفيات، و17 حالة تشيكونيجيا توفيت منها 5 حالات، و105حالات لحمى الضنك بينها حالتا وفاة، بالإضافة إلى حالتي إصابة بالملاريا.

وأشار اليوسفي في تصريحه لـ "الأيام" إلى أن فيروس كورونا وصل للمحافظة من مدينة عدن، لافتاً إلى أنه سيتم افتتاح مركز خاص بالحميات في مستشفى الرازي بجعار، بدعم من أفران عدن ومصنع أسمنت الوحدة، فيما سيقوم مكتب الصحة في خنفر بتوفير الكادر الطبي للمركز.
وأكد مدير مكتب الصحة في المديرية بأنه "تم اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه الحالات المؤكدة وكذا المشتبه بها، وذلك بتقدم العلاج وفرض الحجر المنزلي والتعامل مع المخالطين"، داعياً في السياق، إلى فتح مراكز عزل أخرى في المحافظة وتزويدها بالأجهزة والمعدات الطبية والوقائية والأسِرة والكوادر الطبية المدربة، كما ناشد اليوسفي وزارة الصحة والسلطة المحلية والمنظمات الدولية والمحلية والتجارية والجمعيات الخيرية، تقديم الدعم والمساعدة للمرافق الصحية ومراكز الحميات بالمديرية، وبما يسهم في رفع قدراتها للقيام بواجبها في مواجهة جائحة كورونا واحتواء الحميات المنشرة.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى