عدن تتوشح بثوب أسود حزين

> صحيح أن المصاب جلل والخطر أعظم جراء الفاجعة الكبرى والمأساة الحزينة التي أصابت وألمت بأهالي مدينة عدن قاطبة من حالات الوفيات المفاجئة وبأعداد كبيرة لم يكن يتوقعها أحد منا.
فأعداد الجنائز التي يصلى عليها في كافة مساجد المدينة يوميا في ازدياد نتيجة تفشي الأمراض والأوبئة الفتاكة التي ساعدت على ظهور انتشار الحميات بكل أسمائها (الملاريا وحمى الضنك والمكرفس والتفوئيد، وآخرها الوباء المنتشر المسمى بفيروس كورونا)، وهذه الأوبئة والأمراض انتشرت بعد هطول الأمطار على مدينة عدن قبل شهر رمضان وبسبب تقاعس وتخاذل المسؤولين من قيامهم بواجبهم بالشكل المطلوب حلت بهم الأوبئة الفتاكة والذي راح منهم ضحايا كثيرون، لأن المسؤولين لم يقوموا بواجبهم على إنقاذهم من هذا الكارثة.

كما شارك في الإهمال والتخاذل مختلف الجهات المسؤولة في قطاع الخدمات مثل الصحة والكهرباء والمياه والصرف الصحي، كذلك المنظمات المتواجدة والعاملة في عدن لم تقم بواجبها على إنقاذ أهالي عدن وهم يصارعون الموت لحالهم دون أن يتحرك ضمائر هؤلاء، والله إنه من المؤسف والمعيب أن يترك أبناء سكان مدينة عدن في هذه المحنة العصيبة ويتركون يواجهون مصيرهم دون أن تتدخل الجهات المعنية وكذا المنظمات.

أقول لكل مسؤول تقلد موقعا من المسؤولية عليه أن يعلم يقينا أن الله سبحانه وتعالى سيسأله يوم القيامة عن هذه المسؤولية والأمانة التي استأمنه عليها، فالنفس لا تقدر بثمن، رجاؤنا إلى كل مسؤول لم يقم بواجبه تجاه أبناء وأهالي عدن من الأفضل له أن يترك المسؤولية واستبدالهم بمن هم أجدر بها من ذوي الكفاءة وصاحب خبرة.

ولا أجد ما أقول لذوي المصابين من أهالي عدن إلا قول الله سبحانه وتعالى في كتاب الكريم: "الذين إذا إصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون" ورحم الله ممن رحلوا من أبناء عدن رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جناته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى