في زمن الإنترنت.. الأطفال بين الإهمال والإدمان

> تقرير/ هويدا سالم

> في ظل تسارع وتطور التكنولوجيا ووسائل الاتصالات الحديثة بجميع تقنياتها المختلفة كالجوالات والآيباد في جميع دول العالم وتزايد أعداد المحلات التجارية الخاصة بالإلكترونيات، وكذا تفاوت أسعارها، أصبح بمقدور العديد من أفراد الأسر، بمختلف فئاتهم العمرية وأجناسهم، امتلاكها والحصول عليها بسهولة.

ولكن من جهة أخرى نرى كثيرا من الأطفال مصابين بإدمان الأجهزة الإلكترونية، مما يثير جدلاً واسعاً ومشاكل عدة في عائلاتهم.

وقد أكدت الإحصائيات التي أوردها موقع الخليج أون لاين لعام 2015م أن 50 % من الأطفال حتى جيل سنة ونصف متمكنون من استخدام الآيباد، بالإضافة لعدة دراسات أجريت، كدراسة الباحث بابلو أوركيد من كلية علوم الحاسوب في جامعة "UT" الأمريكية للفنون الحرة والذي أكد فيها أن 90 % من الأطفال ممن هم دون السنتين أظهروا قدرات عالية في التحكم بالأجهزة اللوحية الذكية، و50 % تتراوح أعمارهم بين 12 - 17 شهراً أظهروا قدرات متوسطة في استخدام التقنيات الذكية.

طفلي بين النجاح والفشل
كثير من الآباء والأمهات لا يبالي للآثار التي قد تسببها كثرة جلوس الطفل على الأجهزة الإلكترونية من آيباد وجوالات وغيرها، ولا يكترث لما يصنعه من برمجة لعقول أطفالهم حاضراً ومستقبلاً، وكثير منهم لا يكلف نفسه بأن يتفقد ما يتصفحه طفله، أو يعرف الألعاب التي يلعبها كثيراً، أو البرامج التي يحملها ويتابعها يومياً، بل إن بعضهم يهون على نفسه قائلاً: "ابني لا أراه هادئاً إلا عندما يمسك جهازه الخاص بيده، وأنا أحب هدوءه".

ما دوافع الإدمان؟
تركز الجهات المعنية والمتخصصة بالأطفال على جوانب مختلفة خاصة بالطفل، منها الاحتفالات بيوم الطفل العالمي، وإعطاؤه كامل حقوقه، وغيرها، ولكنها لم تبذل قصارى جهدها لتطوير وتنوير عقل الطفل عن طريق توعية الأهل بضرورة الاطلاع على ما يوجد بجهاز طفلهم من ألعاب وبرامج، وإعطائهم دروساً مهمة في عملية التوجيه. ومن جهة أخرى باتت العديد من المجتمعات والأسر غير مبالية بتربية الأطفال تربية سليمة؛ فنجد العديد من النساء يلدن أكثر من خمسة أطفال، أو قد تتجاوز الـ 10 أطفال دون قدرة على توجيههم التوجيه الصحيح، ومن الآباء من يدلل ابنه بعد أن يتفوق في المدرسة بإهدائه آيباد أو جوالا، ومنهم من يهديه ليبتعد عن مضايقته في أثناء عمله في البيت، وتجد الأم لا تكاد تعطي طفلها قليلا من وقتها للتعليم، بل تبذل قصارى جهدها لتحضير أشهى المأكولات والأطباق والحلويات لزوجها، فيضيع الطفل بين أحضان الأجهزة ونظراته بين أضواء تلك الشاشات التي سلبت منه طفولته البريئة ووقته، وجعلته يعيش بعيداً عن واقعه.

سلاح فتاك للطفل
شكل إدمان الأجهزة الإلكترونية لدى العديد من الأطفال تغييراً ملحوظاً في أعمالهم وتصرفاتهم السلوكية والأخلاقية، فقد برز الجانب العدواني بشكل كبير، وظهر إحساس الأطفال بعدم الاستقرار وكثرة الصراخ والتهديد لديهم؛ لمتابعتهم لأفلام الرعب والصراع، واستغراقهم في ألعاب الحرب بالأسلحة والنيران والدماء المبعثرة التي قد يطبقها الطفل على أحد أفراد أسرته، وقد تؤدي لجريمة وعاقبة وخيمة، بل وصل ذلك الإدمان بهم للتهاون في تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، فكثير منهم لا يراعون شعائر الله، وتراهم لا يهرعون إلى المساجد حتى وإن سمعوا الأذان، ويكثر على ألسنتهم اللعن والشتم والتلفظ بالكلمات البذيئة التي سمعوها في أحد البرامج المنافية للدين.

والأحرى بالآباء والأمهات أن يقفوا وقفة جدية تجاه هذه الأجهزة الإلكترونية، ليس بأن تحرم الطفل منها كلياً، بل بوضع حدود معروفة لتلك الأجهزة التي دخلت كل بيت دون استئذان، وبالنظر للجانب الإيجابي الموجود والمهمش من جانب الطفل، كالبرامج القرآنية والتثقيفية والرياضية والألعاب الإلكترونية الهادفة والمحفزة للطفل التي تعمل على تنمية وبرمجة عقله برمجة سليمة بعيدة عن العنف والرذيلة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى