فراق ولقاء

> كأي إنسانٍ يتلقى تعليمه في مدرسة ما. مدرستي التي أود أن أحدثكم عنها هي مدرسة مصعب بن عمير إحدى المدارس القابعة في (مديرية الريدة وقصيعر) وهي كبرى المدارس هناك، وهي تجمع بين عراقة الماضي وإمكانية الحاضر.
تعليمي بها كان لسنة واحدة فقط، لكنها كانت أماً تحرص على أبنائها أيّما حرص، وينبوعها الذي يفيض بالعطاء لم يقتصر على أحدٍ من أبنائها، بل جعل كُل جيلٍ من أجيالها بستاناً يانعاً وذا بهجة.

وبما أن الأيام الجميلة دوماً تجري كالريح، فقد ألقيت بظلالها على حين غرة معلنة انقضاء مرحلتي فيها، مرحلة الصف التاسع ابتدائي، لأجد نفسي حينها على أعتاب مفترق الرحيل.
وما أن غادرتها إلا وثأرت من خلف أسوارها العالية أشجاني، وظلت الدموع تنصهر بالحنين، ورائحة الذكرى تفوح من بين جدرانها.

لتمضي بي عنها السنين تلو السنين، وتلك الفترة الممتدة لم تنه حبل الوصل الذي ما بيننا.
ها هو ذاك البدر الذي غاب عني طويلاً قد أطل عليَّ مجدداً، وما أطيب اللقيا بأميرة حبي وقبلة عشقي وهيامي، لأجد نفسي بين أحضانها، وأنا ألمح ببصري كل شبرٍ منها، وأتنقل بين فصولها وبرفقة أساتذتها الذين يضيئون دروب المجد كما أضاءوها من قبل في عين كُل من تلبَّدت الغيم في سمائهِ، والبهجة تلك التي في وجوههم كأنّها شموس تشرق من ثغورهم الباسمة.

حقاً.. كانت مدرستي جديرة بأن تضع أمامي جسراً من الورد بعد أن فُتحَ بابها على مصرعيه.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى