الزبيدي يشدد على رفض التدخلات الإقليمية

> "الأيام" غرفة الأخبار:

> رسائل سياسية ودبلوماسية تعزز شراكة الجنوب مع التحالف
جدد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس قاسم الزبيدي التأكيد على رفض أي تدخلات إقليمية معادية للمشروع العربي الذي يقوده التحالف بقيادة السعودية في اليمن، مثمناً بذات الوقت الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية، بحسب ما نقلته وسائل إعلام سعودية.
وقالت قناة العربية والحدث وصحيفة عكاظ إن الزبيدي تحدث عن "أهمية تحديث وتنفيذ اتفاق الرياض وأولوية تشكيل حكومة جديدة مناصفة بموجب اتفاق الرياض وبشكل عاجل".

وكان الزبيدي قد التقى الإثنين بالسفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون في العاصمة السعودية الرياض، بحسب الموقع الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي.

موقف صلب
رأى مراقبون أن رفض الزبيدي للتدخلات الإقليمية المشار لها تأكيد آخر على موقف المجلس الانتقالي الجنوبي الحازم من القضايا التي تمس الأمن القومي العربي، وخصوصاً المساعي الإيرانية والتركية في جنوب اليمن والمنطقة.

حديث الزبيدي جاء عقب غياب موقف واضح لما تسمى "حكومة الشرعية" اليمنية بشأن المساعي التركية التي تموّلها قطر في اليمن، حسب إفادات تقارير إعلامية عربية وعالمية، تحدثت عن علاقة أطراف في الحكومة اليمنية التي يسيطر عليها الإخوان المسلمون بجهات تركية بينها جهاز الاستخبارات التركي، وحزب العدالة والتنمية الحاكم.

ووفقا لموقع سوث24 للدراسات، هناك انقسام واسع شهده الموقف الحكومي إزاء رفض المساعي القطرية التركية في اليمن، وأبدت أطراف في الحكومة رفضها لقرار إدانة هذه المساعي.
وتحاول أطراف حكومية أن تُبقي خيار الاستنجاد بالأتراك مطروحا على الطاولة، إن لم تقبل الرياض بشروطها في كبح وجود المجلس الانتقالي الجنوبي، ومنح سلطة الإخوان المسلمين نفوذاً في العاصمة عدن وجزيرة سقطرى.

ويأتي رفض الزبيدي بعد أقل من أسبوعين من تأكيد الانتقالي وقوفه إلى جانب مصر، وحقها في الدفاع عن حدودها ومصالحها وأمن شعبها من التهديدات كافة، معتبرا "الأمن الوطني والقومي لجمهورية مصر العربية جزءا لا يتجزأ من أمن المنطقة والإقليم".

مهاجمة الرياض
تثمين المجلس الانتقالي الجنوبي لدور التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن، يأتي في ظل حملة إعلامية وسياسية واسعة مقربة من حكومة هادي في الرياض، ألَّبت على التحالف العربي، ودعت وفق وثائق نشرها موقع "عدن الغد" الأسبوع الماضي، إلى الاستغناء عن دور التحالف العربي في اليمن، ومحاكمة قادة المجلس الانتقالي الجنوبي وإنهاء دور الإمارات العربية المتحدة.

كما شنّ نشطاء مقربون من نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر هجوما شرسا ضد الدور الذي تبذله السعودية نحو تطبيق اتفاق الرياض وحل الأزمة في جنوب اليمن، واستهدف مقربون من حزب الإصلاح في اليمن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بعد خطابه الذي ألقاه السبت الماضي، والذي دعا فيه لإيقاف إطلاق النار في أبين، ووصف المجلس الانتقالي بـ "أبنائي".

وقال رئيس تحرير صحيفة أخبار اليوم التابعة لنائب الرئيس اليمني سيف الحاضري، أن مقترح المملكة الأخير يمثّل تهديدا وجوديا للدولة اليمنية.
وخاطب الحاضري في تغريدة له على تويتر السعوديين: "أنتم تعبثون بتضحيات شعب قدم الدماء وتحمل العذابات من أجل الدولة".

وقدمّت المملكة العربية السعودية لنائب الرئيس اليمني وقوات ما يسمى "الجيش الوطني" في مأرب والجوف تمويلا عسكريا وماليا ولوجستيا كبيرا، فضلا عن مشاركة قوات سعودية في القتال والإشراف على المعارك التي دارت في مناطق شمال اليمن، انسحبت منها هذه القوات اليمنية مؤخرا، وفضّلت عوضا عن ذلك القتال في مناطق جنوب اليمن، الخالية من تواجد الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران.

وذكر موقع سوث24 أن لقاءات سياسية بينية ومشتركة واسعة تجري في الرياض بين مسؤولين سعوديين وعدد من المسؤولين في حكومة هادي والبرلمان اليمني ومستشاري الرئيس هادي، كانوا قد قدموا مؤخرا من عواصم عدة إلى الرياض.
وترفض أطراف حكومية الذهاب لتنفيذ الشق السياسي من اتفاق الرياض، وتشكيل حكومة شراكة مع المجلس الانتقالي الجنوبي، قبل تجريده الكامل من السلاح الثقيل، وتذهب أطراف أكثر تشددا إلى استمرار القتال في جنوب اليمن وحسم معركتها عسكريا.

حراك دبلوماسي
وفد المجلس الانتقالي الجنوبي الذي وصل الرياض أواخر مايو الماضي بدعوة من ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان، يخوض محادثات سياسية واسعة، ويمارس نشاط دبلوماسي كبير ومثمر، بحسب مصادر تحدثت لـ سوث24.
وأوضحت المصادر أن الرئيس الزبيدي والوفد المرافق له أجرى محادثات مباشرة مع مسؤولين سعوديين بارزين، والتقى بعدد من سفراء وممثلي بعثات دول أوروبية وآسيوية، بينها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين ودول في الاتحاد الأوروبي.

ومن المتوقع بحسب مصادر حكومية أن يلتقي وفد المجلس الانتقالي الجنوبي بالرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وأطراف يمنية أخرى.
وعلى الصعيد الميداني يخوض المجلس الانتقالي على الأرض معركة دفاع عسكرية شرسة، بعد محاولة ميليشيات مسلحة يتهمها جنوبيون بأنها تتبع حزب الإصلاح اليمني وتمّولها قطر وتركيا، وتصفها وسائل إعلام أنها قوات رسمية تتبع حكومة هادي، التقدم ناحية عاصمة محافظة أبين زنجبار في الـ 11 من مايو الماضي.

ولم تُحرز القوات الحكومية التي يسيطر عليها الإخوان المسلمون أي تقدّم يذكر، فضلا عن خسارتها لألوية عسكرية وقادة جيش بارزين أثناء هذه المعارك.
وأعلن المجلس الانتقالي الجنوبي التزامه بوقف إطلاق النار الذي دعا له التحالف العربي بقيادة السعودية، رغم خرقه المستمر والمتكرر من القوات الحكومية، بحسب المتحدث الرسمي لجبهة أبين محمد النقيب.

ويقول مراقبون إنّ القوات الجنوبية التي تقاتل في جبهات الضالع وأبين ولحج، باتت درعا عسكريا لن يَسهُل تجاوزه أو كسره، وأثبتت هذه القوات المدربة جيدا، حنكتها العسكرية والأمنية في حماية المكاسب الجنوبية، وفي تعزيز دور التحالف العربي في المنطقة ضد التهديدات الإقليمية ومكافحة الإرهاب.
وكانت القوات الجنوبية قد بسطت سيطرتها مؤخرا على كامل تراب محافظة أرخبيل سقطرى الاستراتيجية في مياه خليج عدن، بعد طرد قوات تتبع المنطقة العسكرية الأولى، التي تخضع عمليا لتنظيم الإخوان المسلمين في اليمن.

وتشهد مناطق جنوب اليمن خصوصا في شبوة وحضرموت غلياناً شعبياً يرفض بقاء القوات العسكرية والأمنية التابعة للإخوان المسلمين في أراضي المحافظتين، بعد أعمال قمع مارستها قوات أمنية حكومية في كل من وادي حضرموت ومدن نصاب وجردان في شبوة، بحسب المركز الاستشاري لحقوق الإنسان في جنيف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى