لابد من إعادة تأهيل القطاع الصحي

> محمد قاسم الفلاح

> يعتبر القطاع الصحي في بلادنا من القطاعات الهامة والحيوية التي يجب إن يكون مدعوما ضمن الخدمات الأساسية المفترض تقديمها للمواطن مجانا.
وبما أن بلادنا تعيش أزمات كثيرة وعديدة لا حصر لها، فغالبية مواطني البلاد يعيشون في حالة الفقر في ظل تفشي الأمراض والأوبئة، وفي المقابل يرافق القطاع الصحي قلة في الإمكانيات ونقصان في الكادر الطبي المؤهل.

فبعد تحقيق الوحدة اليمنية المشؤومة في 1990م انهارت خدمة القطاع الصحي المقدم للمواطن انهيارا تاما، وذلك بسبب تلاشى البنية التحتية كاملة منذ الحكومات المتعاقبة تحديدا بعد حرب 1994م، فانتهى كل ما كان موجودا في الجنوب قبل الوحدة، وبالذات في مجال القطاع الصحي، بعد أن كان نظاما خدميا يقدم للمواطن أبسط ضرورياته من رعاية صحية وضمان صحي، وخير شاهد على كلامي، أننا كنا نتلقى الخدمات اللازمة من المستشفيات الحكومية، وكان الكادر الطبي حاضرا ويعمل بكفاءة وإخلاص.

إن القطاع الصحي في بلادنا يتوجب إعادة هيكلته من جديد، ويجب اختيار الأطباء الذين تنطبق عليهم معايير المهنة. وضع قطاعنا الصحي يكاد أن يكون منهارا، هذا ما أكده الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بتصريحه الأخير عن حالة القطاع الصحي في اليمن في قوله: "شيء مؤسف جدا في ظل جائحة ووباء كورونا وانتشار الحميات في عدن يشكل خطرا على حياة المدنيين".

كثير من المستشفيات الحكومية لا تعمل بالشكل المطلوب، وتعتبر خارجة عن الجاهزية، وبعض الأطباء لا يداومون في المستشفيات أو المجمعات الصحية، ومؤسف أن أغلب الأطباء لا يهتمون بمعالجة المرضى في المستشفيات الحكومية، وتركيزهم ينصب في أداء عملهم في عياداتهم الخاصة قبل أداء وظيفته الحكومية.
لذا نطالب من الحكومة ممثلة بوزارة الصحة والسكان إعادة نهوض كثير من المستشفيات الحكومية؛ لتأهيلها ودعمها بكل الإمكانيات من أجهزة ومعدات حديثة، مع ضمان توفر الصيانة، ورفدهم بالأطباء ذوي الكفاءات.

مهنة الطب مهنة إنسانية وسامية، وقد أطلق على أصحابها لقب "ملائكة الرحمة". وفي الختام نقول: على كل من يمارس مهنة الطب بكل مصداقية وإنسانية عليه أن يعمل بوازع ديني وضمير إنساني وألا يكتفي بحبه فقط للمادة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى