حكاية ما قبل النوم.. قصة الإدراك العظيم لسنة ٢٠٢٠

> داليا فؤاد أبوبكر

> تخيلوا في المستقبل، ماذا سيحكي الآباء للأبناء عن سنة 2020م!

الابن: اقرأ لي يا أبي قصة الفيروس مجددا ثم سأخلد للنوم.

الأب: لكنك متعب يا ولدي ونعسان!

الابن: أرجوك أبي، إنها إحدى القصص المفضلة لدّي، وأعدك أنني سأخلد للنوم مباشرة.
الأب: حسنا، يا طفلي، أنا وأنت نعلم هذه القصة جيدا، فقد بدأت في الماضي، في عالم كنت اسكنه، كان عالما مليئا بالعجب بين الفقر والغنى، قبل أن ندرك أنه فات الأوان في ٢٠٢٠م، رأينا أناسا ينهبون شركات للتجارة حول العالم! فكبروا، وتضخموا أكثر مما خطط لهم، وحصلنا دوما ما أردناه، ونحلم به بأقصى سرعة وبضغطة زر.

لاحظنا توقف العائلات عن الحديث...! فذابوا في أجهزتهم، وغاب التوازن في الحياة والعمل.

عيون الأطفال تدور في محاجرها وكل طفل يملك هاتفا.

قاموا بفلترة عيوبهم، لكن بوسط الضجيج شعروا بالوحدة.

كانت السماء تصبح أكثر كثافة كل يوم، حتى لم نعد نرى النجوم فحلقنا في طائرات لإيجادها.

بينما في الأسفل ملأنا الأرض بمركباتنا، ونقود طوال اليوم في دوامات، نسينا كيف نركض! استبدلنا العشب الأخضر بالأسفلت، وقلصنا الحدائق حتى تلاشت. ملأنا البحر بمخلفات ضارة، حتى دمرت أحيائه الصغيرة والكبيرة، وتعكر صفو مياهه ولونه.

كان قادتنا وصناع القرار مستعدين لزجنا سريعا للموت؛ لزيادة أموالهم وحماية مصالحهم، لكن في عام 2020م، فيروس جديد اعترض طريقنا. تفاعلت الحكومات وطلبت منّا الاختباء، بينما نحن في مخابئنا. تعلم الناس كيف يبتسمون مجددا، و نفضوا الغبار عن غرائزهم، ورجعوا لإنسانيتهم، وتذكروا كيف يقولون شكرا، ويصفقوا مرحا، ويتصلوا بوالديهم.

بينما تجمع الغبار على مفاتيح السيارات، بدأوا يتطلعون للركض والسباق حفاة، وعندما قلت رحلات السماء، بدأت الأرض بالتنفس، وحملت الشواطئ حياة برية جديدة، فبدأ البعض بالرقص وبعضهم بالغناء وآخرون يخبزون.

أصبحنا متعودين على الأخبار السلبية، لكن بعض الأخبار الجيدة كانت في الطريق آتية.

وسمح لنا بالخروج، وأحببنا العالم الذي وجدناه أكثر من الذي تركناه خلفنا.

انقرضت العادات السيئة القديمة، وصنعت طريقا لعادات جديدة جيدة، وكل فعل طيب بسيط أصبح يلقى التقدير.

قال الابن: لكن، لماذا تطلب الأمر فيروسا ليعود الناس لبعضهم بعضا؟

أجاب الأب: أحيانا، يجب أن تمرض؛ كي تعرف قيمة الصحة.

الآن، نم وأحلم بالغد، وكل الأمور التي يمكننا فعلها. من يدري ربما تتحقق الأحلام، وإن كانت جادة بما يكفي لما نسميه (الإدراك العظيم). ونعلمه منذ ذلك الحين، وهم يمتلكون الكثير، لكن هذه قصة عن كيف بدأ الأمر، ولماذا أدركنا متأخرا عام ٢٠٢٠م.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى