هذا اليمني الذي لم ينكسر

> حسين الفروي

> ماذا لقيتم أيها اليمنيون في الدنيا ببلدكم؟، قد حرصتم على البقاء فيها تفتشون عن ساعة راحة سلام لا توجد فيها حروب، ولا مصائب كي تهدأ فيها نفوسكم وتثلج صدوركم. هل يوجد فيكم أيها اليمنيون واحد يستطيع أن يزعم أنه أصبح سعيداً كما أمسى أو أمسى سعيداً كما أصبح، أو رأى برق السعادة قد لمع في أحد لياليه؟.
في زمنا أصبح اليمني مهاناً في ظل وجود مسؤولين ضمائرهم ميتة إلا من رحم ربي، وتعجز الكلمات عن وصف وقاحتهم لا يعنيهم أمرك ولا يهمهم شأنك، وذقت أيها اليمني من الآلام وشقاء العيش ما لا يستطيع تحملّه البشر، ولم يجد من يتباكى رحمة فيك وإشفاقاً عليك.

والله ما أدري من الذي أقامهم هذا المقام وعهد إليهم هذا العهد، وهم ليسوا بالبررة الذين يصلحون قدوة حسنة في أمتهم.
والله لو كذب الناس جميعاً ما كذبتكم أيها اليمنيون، فاعلموا أنني ما كرهت هؤلاء الحكام بغضاً لهم، بل لأنني أحب اليمن أكثر منهم، لأنهم حكام طماعون وغير عادلين ولا أوفياء ولا محسنين، ولم يرحموا أنفسهم من هذا الخيال، ولم يحسنوا لمخاطبة شعبهم ويسقوه كأس السرور خالصة لا يشوبها عناء أو كدر، ولم يكونوا أحرص الناس على الوقوف بجانب شعبهم، أتدري لماذا نحن هكذا أيها اليمنيون؟، لأننا أمة ارتهنا للخارج نستجدي الرحمة من عتاولة الكفر، ونطلب الرأفة من زنادقة، ونبحث عن لملمتها من أحضان من مزقها، وسعى لتمزيق نهضتها في أفواه من يرمي لدمارها.

فأي نصر نرجوه ممن خذلوا أنفسهم، وأي عزة نتمناها ممن فقدوها، وأي مؤازرة نريدها ممن لا يقوى على رفع رأسه أمام شعبه؟، لأنهم رعاة الظلم والقهر والفساد وتجار الحرب.
أيها اليمني إن الشر لا يزال يكثر في بلادنا، وأن ميادين الحروب لا تزال ملوثة بالدماء اليمنية، ومصانع الموت لا تزال تستكثر في أدواته، وأن جذور الشر لا تزال نابية بنفوس البشر، وأن سحب البغضاء القاتمة لا تزال مخيمة على المجتمع اليمني من أدناه إلى أقصاه شعوباً وقبائل ومذاهب وأدياناً، لذلك ما دامت أحلام الشعب ومطالبه أحلاماً كاذبة من قِبل الحكام، فلا مطمع في سلام ولا أمان، ولا أمان في سعادة، ولا فرق بين أمس الدهر ويومه، ولا بين يوهه وغده.

أيها اليمني يكفيك شرفاً وعلواً أنك لم تنكسر، ولم تخضع ولم تضعف ولم تهزم، يكفيك أنك تبتسم في أوقات النوازل، أما حكومتنا وحكامنا للأسف قد تملك الخوف والذل والهوان مفاصلها.
أخيراً أيها اليمني قف في غسق الليل وناجي ربك بصمت قف بين يديه ذليلاً منكسراً ضعيفاً، ولا تشتكِ ضعف حالك وهوان أمتك وتخاذل قادتها وزعامتها لأحد ولا تبتئس، فرب محمد لن يخذلك.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى