اليمن الجريح سيعود لمجده وتاريخه

> حسين الفروي

> أيها اليمنيون أتعدونني بالصبر؟ قليلا ما أقوله لكم من حلو الكلام ومره إكراما لموقفي وإكراما للعدل.
أنا لا أريد أن أخدعكم، ولا أعبث بعقولكم وأهواءكم، بل أريد منكم أن تنظروا إلى ما يجري لليمن نظر الحذر المتيقظ.

إنكم أحببتم اليمن حبا جما، فما الذي يمنعكم من البكاء والحسرة على بلادكم، فقد أصبح اليوم مطرحا مهانا في ظل الحائط، ولا يجد من يأبه به؛ لأن هذا اليمن لا يقوى على احتمال الشقاء الدائم، للأسف كلنا ساهمنا في تعاسة هذا البلد. هذا الجرح متى يندمل؟ فقد أخذ القريب والبعيد، تآمر عليه الأعداء والأصدقاء، كلنا شاركنا في قتل اليمن من الوريد إلى الوريد، سواء من أبنائها في الداخل أم الخارج، أو قادتها المتفرقون المفسدون، وإذا كانت هناك شعوب ذاقت الأمرين فالشعب اليمني يعاني كل مرارة الحياة من قتل ومرض وجهل وفقر وتشريد، والقائمة لم تنتهِ أينما وجد قاموس البؤس.

ألا يستطيع هذا الدهر الغادر أن ينام ساعة واحدة عن هذا اليمن؟ ألا يستطيع أن يسقيه كأسا واحدا لا يخالطه كدر؟
حاضر اليمن، للأسف، ملوث بالخيانة والتخاذل والتواطؤ، حاضر اليمن مجهول الهوية، ما تعرف الصديق من العدو، حاضر أصبح فيه الفقر سيد المكان، والجوع صاحب السلطة والسلطان، والمرض رفيق الأجساد والصديق المقرب لكل إنسان.

المواطن فاقد الماء والدواء والكهرباء والغذاء والسلام.
كل إيماني واثق أن اليمن -هذا البلد العصي على الغزاة- سوف يعود بياسمينها وبخورها وقهوتها وجبالها وبيوتها، ويعود اليمن أسعد من السعيد، وترجع حكمة بلقيس وبلد أروى بنت أحمد أول ملكة في الإسلام، والعصية سبأ، والصحابة الخيرين؛ لأن اليمن، باختصار، هي أصل قحطان ونسل عدنان.

وفي الأخير، أقول أيها الفتة العمياء قد أيقظتك من مرقدك فارفعي رأسك، وأمضي في سبيلك، واشتعلي حتى يحرق لسانك أديم السماء ووجه الغبراء، وبهذا الموقف الواحد يستطيع أن يستعيد الشعب اليمني نفسه قبل أن يفيق من استبعاد الحكام له.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى