إلى عزيزي الرئيس

> أماني سعد

> سيدي الرئيس نعلم أنكم وأحلامكم وآتيكم بخير.. أما بعد، أنا مواطنة بسيطة لذا تجرأتُ على الكتابة لكَ، وأنا على يقين أنني أذنبُ مرتين (مرةً لأنني مواطنة بسيطة، ومرةً لجرأتي على الكتابة لك) ولا يهم، سأفشي لكَ سراً يخبأه عنك الملايين من أبناء الشعب، فأحلامنا ليست بخير وآتينا مظلم، فهلّا التفت لأحلامنا قليلاً.
نعلم أنكَ في بلورٍ وردي لا يعكس لكَ لون الحياة الحقيقي التي نعيشها، ولذا حاول أن تبحث عن ثقبٍ ما لعلكَ تقترب للصواب أكثر.

عزيزي الرئيس، تخرجتُ من الجامعة قبل مدة، وما زلتُ بلا شهادة ولا فرصة عمل، فيما أجد الكثيرين بفرص كبيرة دون شهادات بالرغم من أن لدي مهارات وقدرات أكثر منهم، فأنا منصتةٌ جيدةٌ لمدافعكم وأسلحتكم المدوية، ولدي القدرة على تحمل الأسعار الساخنة وانقطاع المياه وانعدام البترول والديزل والغاز، كما أنني لا أكره موظف الكهرباء الذي يطرق الباب شهرياً ليأخذ مبالغ مالية مقابل العتمة وارتفاع درجات الحرارة، ومتعايشة جداً مع (المجاري) وجبال القمامة وشرب الماء المالح.. إلخ. بكل هذه الأشياء أعتقد أننا نحتاج لفرصةِ أملٍ عظيمة منكم.

عزيزي الرئيس جرب أن تعيّن الرعاة والفلاحين في مناصب الدولة لعلهم يهتمون بنا وبأحلامنا أكثر من أرباب الدكتوراه واللغات والثقافات المتعددة كما اختار الله رسل الأمم بنفس الطريقة، ما يعني أنها الأمثل على الإطلاق. جرب أن تقتدي بالإله وحاول أن تشاوره بما يجب أن تفعله تجاهنا كموتى.
عزيزي الرئيس أعتذرُ جداً إن قرأتَ رسالتي وأعتذر أكثر إن لم تقرأها، ففي كليهما لن تتأثر أحلامكَ وأحلام حاشيتكَ بأحلام الموتى.

عزيزي الرئيس سأكتبُ إليكَ كثيراً وأنا أعلم أن لا وقتَ لكَ يسمح لقراءة ما أكتب وما أحلم، لذا أسهبتُ في الحلم لعلهُ يصل يوماً إليكَ، ويخبركَ كيف نعيش وكيف نموت.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى