الفراغ والمخدرات

> علي سعيد عكين

>
المخدرات آفة دخيلة على مجتمعنا، الهدف منها إفساد شبابنا وفتياتنا لسلب إرادتهم وإدخال المجتمع بدوامة من المشاكل والصراعات بسبب المعاناة من تبعات هذه الآفة الخبيثة في حال تسويقها وانتشارها، لا سمح الله، بين فئة المراهقين من الجنسين، لأن هذه الفئة هي المستهدفة بشكل رئيسي نتيجة الفراغ الذي يشعر به الشباب لتوقف الدراسة، وقضاء معظم الوقت خارج البيت لأوقات متأخرة من الليل بعيداً عن مراقبة أولياء الأمور لهم، ويزعمون أن الأولاد كانوا بركن (الحافة) نتيجة انقطاع الكهرباء بشكل يومي ومستمر لأسباب يعلمها الجميع، وهذه العوامل تدفع الشباب من الجنسين للبحث عن بديل لكسر الفراغ الممل فيتورط بقصد أو بدون قصد بتعاطي المخدرات.

أخي المعلم أنت صاحب حق ومطلبك مشروع ومع هذا الحكومة لم تستجب لمطالبكم المشروعة، لكن توقيفكم للتعليم سيؤدي إلى كارثة بضياع الشباب، وربما يوصلهم إلى تعاطي المخدرات وارتكاب الجرائم مستقبلاً بسبب ضياعهم وتبلدهم.
أخي المعلم لا تكن أداة لضياع مستقبل أولادنا أكثر مما هم ضائعون في ظل ما نعيش من أوضاع متردية، ولعلمك أن كثيراً من مرافق الدولة (التعيسة) لا تحتسب لموظفيها أي علاوات، ورواتبهم ضئيلة جداً ولا توفر لهم أبسط متطلبات العيش، ويعيشون نفس معاناتك أو أكثر، ومع هذا لم تدفع بهم أي جهة نقابية أو غير نقابية للإضراب لتحسين معيشتهم برفع رواتبهم ومستحقاتهم واحتساب لهم علاوات كالآخرين.

أتعرف لماذا أوصلوك أخي المعلم إلى هذا الحد؟ لأن الهدف هو إسقاطك أنت لأنك القدوة بنظر طلابك وتلاميذك لكي يسهل اصطيادهم وتبلدهم نتيجة حشو المنهج وتفشي ظاهرتين: الغش والمدرس البديل، وأخيراً توقيف الدراسة نهائياً لتكتمل بإلغاء الامتحانات الوزارية لثالث ثانوي وتاسع، وهذه عوامل محبطة للطالب.
أخي المعلم الدراسة ستتوقف بك كعذر شرعي حق مراد منه باطل، أو باتخاذ قرار حكومي بوقف التعليم بأي ذريعة أو عذر، ولن تعجز الحكومة من الحصول على ذريعة وعذر لوقفها كانتشار الأوبئة أو لأسباب أمنية، وكل هذا لإفشال العملية التعليمية برمتها تنفيذاً لأجندة خارجية، فلا تكن أخي المعلم ركن الزاوية بهذه المعادلة الخبيثة، ولا بد أن تعلنوا اعتصامكم المفتوح بأي ساحة تختارونها، ومن ثم اتخاذ خطوات تصعيدية لاعتصامكم لإجبار الحكومة على تلبية مطالبكم.

لا أحد يأتي ويقول لي: لا يصلح أنني معلم وأقطع الطريق وأشعل الإطارات. يا أخي افهم فلا أحد قال لك اقطع الطريق واشعل الإطارات بالوقت الحالي.
ألم تشاهدون اعتصام قادة لدولة بالجيش والأمن الجنوبي وهم مخيمون ومعتصمون للمطالبة بمستحقاتهم المالية والجميع متضامن معهم.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى