رجال في ذاكرة التاريخ: 1- د. أحمد علي مهدي 2- محسن عبده قاسم

> نجيب محمد يابلي

>
أحمد محضار
أحمد محضار
1 - د. أحمد علي مهدي

الميلاد والنشأة
د. أحمد علي مهدي المحضار من مواليد المحروسة عدن يوم 3 مايو 1953م، وكسائر أقرانه من أبناء المدينة بدأ تحصيله الدراسي بحفظ القرآن الكريم في كتاتيب المدينة، وفي مدينة عدن أيضاً اجتاز مراحل التعليم الثلاث الابتدائية والإعدادية والثانوية، وكان مشوار تفوق واصله بقدرة واقتدار إلى المراحل العليا.

د. مهدي وسجل ناصع في التفوق الكروي
برزت الموهبة الكروية عند أحمد علي مهدي المحضار منذ سنين حياته الأولى، حيث برز في صفوف المنتخب المدرسي، ثم في صفوف منتخب الشباب داخل الوطن وخارجه، ومنها مشاركته مع المنتخب بالجزائر، ثم في الصومال عام 1973م.
ورد في كتاب (رحلة عطاء وذكريات كروية) للشخصية الوطنية والرياضية البارزة معتوق خوباني في الصفحة (230) التي أفرد فيها بالكتابة عن نادي الأحرار الرياضي وقوام لاعبي فريق النادي، وهم: الشهيد محمد علي حبيشي، ناصر الماس، أبوبكر عوض، إبراهيم علي أحمد، عبدالله مسعود، أبوبكر طرموم، علي السوداني، يسلم صالح، محمود كيلر، أحمد علي مهدي الدكتور، عبدالله علي حسن، عباس غلام، نديم عبده حزام (حارس المرمى).

مشوار الانتصارات الدراسية
أنهى أحمد علي مهدي المحضار دراسته الثانوية من 1970م حتى 1973م في نجاح بحصوله على شهادة الثانوية العامة بدرجة متقدمة، ثم أدى واجب الخدمة الوطنية، ثم غادر إلى جمهورية أوكرانيا السوفييتية، والتحق بطب أمراض الفم والأسنان خلال الأعوام 1976/ 1981م بكلية الفم والأسنان في لفوف بأوكرانيا.
رجع أحمد علي مهدي المحضار إلى لفوف بجمهورية أوكرانيا، وما أحلى الرجوع إليها، حيث تفرغ للماجستير والدكتوراه خلال الأعوام 1985 - 1989 بكلية طب الفم والأسنان.

د. مهدي ومشوار مثمر مع الوظيفة
خاض د. أحمد علي مهدي المحضار مشواراً متمراً مع الوظيفة الأكاديمية جبناً إلى جنب مع نشاطات مثمرة أخرى خلال الفترة من عام 1982م حتى عام 2006، فخلال الفترة 1982 - 1985م كان رئيس قسم جراحة الفم والأسنان في مستشفى باصهيب العسكري، وخلال الفترة 1986 - 1995م عمل مدرساً لمادة جراحة الفم والأسنان في كلية طب لفوف بجمهورية أوكرانيا.

خلال الفترة 1990 - 1998م شغل منصب رئيس قسم جراحة الوجه والفكين بمستشفى باصهيب العسكري، وخلال الفترة 1998 - 2002م شغل وظيفة رئيس قسم جراحة الفم والأسنان بكلية طب جامعة عدن، وشغل خلال الفترة 2000 - 2002م وظيفة نائب عميد كلية الطب لشؤون الأسنان، وشغل نفس المركز في نفس الكلية خلال الفترة 2004 - 2006م.

د. مهدي ومشاركات علمية وأبحاث منشورة
للدكتور أحمد علي مهدي المحضار جملة مشاركات عملية وبحوث منشورة، منها أطروحته المقدمة للدكتوراه في جامعة لفوف بأوكرانيا، ومؤتمرات علمية في كلية الطب بجامعة عدن منذ عام 1982م، وتفاصيل مشاركاته وأبحاثه المنشورة موجودة في ملف سيرته الذاتية باللغة الإنجليزية.

لـ د. أحمد علي مهدي نصيب من الشهادات التقديرية
حصل د. أحمد علي مهدي على عدد من التروس والشهادات التقديرية خلال مشواره الأكاديمي، منها ترس التميز في المؤتمر السابع لأطباء الأسنان في جمهورية أوكرانيا عام 1989م، وشهادة تقديرية في المؤتمر الطبي العسكري بعدن عام 1985م، وشهادة تقديرية للمشاركة في المستشفى الميداني العسكري في مناورة "رعد" عام 1983م بعتق، كما حصل د. مهدي المحضار على شهادة تقديرية عام 1999 في دورة تدريبية ذات طبعة صيدلانية، وشهادة تقديرية أخرى في تعليم الطب عام 2001، وشهادة تقديرية من المؤتمر العلمي الثاني عشر لطب الأسنان في صنعاء في مايو 2007م، والمؤتمر العلمي الثالث عشر بصنعاء في ديسمبر 2008م.

د. مهدي وعشرات المشاركات والمساهمات التنموية والبيئية
شارك د. أحمد علي مهدي المحضار في عشرات الفعاليات العلمية والجماهيرية دفاعاً عن البيئة والمعالم الأثرية وقضايا التنمية وأشرف من خلال منظمات المجتمع المدني، ومنها جمعية مبرة عدن العطرة الذكر، وبرز في شهادتي الشخصية بأنه من عشاق عدن الثلاثة، وهم: د. أحمد علي مهدي، م. معروف إبراهيم عقبة، م. إبراهيم أحمد سعيد لكثرة ما رأيتهم في صهاريج عدن وسواحل خور مكسر وجولد مور والغدير وفي ورش عمل وندوات علمية، وهي في مجملها طاقات علمية وبدنية وذهنية جبارة كانت على حساب صحته والتزاماته الأسرية.

بحيرة البجع في حماية د. مهدي
انتزع د. أحمد علي مهدي المحضار شهادة من التاريخ بأنه من خلال جمعية البيئة والتنموية "جمعية مبرة عدن" وزملاؤه الشرفاء شكلوا سداً منيعاً لحماية بحيرة البجع في خور مكسر من اعتداءات الفاسدين من أعداء المدينة، حيث نظمت عدة فعاليات احتجاجية عند ضفاف البحيرة، وكان لأبناء عدن شرف المشاركة.

د. باع كل شيء إلا شرفه
كنت قد تناولت د. أحمد علي مهدي المحضار بحلقة رجال في ذاكرة التاريخ بتاريخ 7 ديسمبر 2014م، وكان قد عاد من رحلة علاجية إلى الهند، وقال لي رحمه الله بعت كل ما أملك إلا شرفي، ورحلت إلى الهند لتلقي العلاج، فكتبت: (ولو كان رخيصاً لنقلته طائرة خاصة، لكنه الموقف الذي كلفه الكثير والكثير، وبالمقابل سيلقى من ربه الكثير والكثير).

ملوك أوسان ضيوفاً في بيت د. مهدي
بعد سقوط عدن في حرب صيف 1994م الرخيصة والظالمة سال لعاب المنتصرين المتفيدين الفاسدين في عدة اتجاهات مرافق ومساكن وممتلكات متنوعة حتى المتحف الحربي لم يسلم من أعمال النهب، حيث قام أحد المسؤولين بنهب ملوك أوسان من المتحف بواسطة أفراد، ويحسب لـ د. مهدي أنه أقنعهم بالقول: أن بيع تاريخك لن يغفره الله لك، وقاموا بنقل ملوك أوسان إلى بيت د. أحمد علي مهدي وشد أولئك الأفراد على يد د. مهدي، وضمائرهم ارتاحت بعد عزوفهم عن أداء ذلك العمل المشين، وكرمه الوزير يحيى العرشي في حفل خاص.

قام د. أحمد علي مهدي بإعادة ملوك أوسان إلى المتحف، وكتب مقالاً في صحيفة "الزمان" عنوانه (ملوك أوسان في بيتي).
د. أحمد علي مهدي المحضار متزوج من أسرة عدنية عريقة (أسرة الكوكني) التربوية ناهد التي أنجبت منه الولد (تامر) وأربع بنات.

وداعاً حبيبنا د. أحمد علي مهدي المحضار
انتقل د. أحمد علي مهدي المحضار إلى جوار ربه يوم الخميس 16 يوليو 2020م عن عمر ناهز 65 عاماً، وعمت الفجيعة كل أرجاء عدن، وكتبت فيه مراثٍ جميلة، ومنها للعزيزين محسن عبده قاسم وعوض بن عوض بامدهف.
شدتني مرتبة محسن وهو يفيد بأن د. أحمد علي مهدي رجل غير عادٍ، فسيرة حياته حتى وفاته شهدت له بالنقاء والنزاهة والصدق والصبر والصلابة والإنسانية وحب الخير والتواضع.

لم يفتح عيادة خاصة، بل إنه نذر نفسه ليعالج مرضاه مجاناً، وتعدى الأمر عنده مساعدة الفقيرة في شيء من كلفة الدواء.
وأفاد محسن بتناوله جوانب مضيئة لسيرته، فهو الطبيب وهو المدافع عن البيئة والمعالم في عدن وهو الكاتب المقتدر وهو الناشط في تمويل فقراء الطلاب.. إلى آخر الإضاءات.

أما الزميل المخضرم عوض بامدهف فقد كتب مرتبة لطيفة عنوانها: (ورحل الرياضي النبيل) نشرتها "الأيام" الغراء.

محسن عبده
محسن عبده
2 - محسن عبده قاسم

الميلاد والنشأة
محسن عبده قاسم علي سعد من مواليد شعب العيدروس بكريتر يوم 5 مارس 1954م (قبل شهر واحد و22 يوماً من زيارة جلالة الملكة إليزابيث الثانية لعدن)، وأخوه الأكبر محمد عبده قاسم، وكان مسؤولاً في خطوط عدن الجوية العطرة الذكر (Aden Airways)، وكان متزوجاً من شقيقة محمد نجيب سعد أطال الله عمره ومتعه بالصحة.

التحق محسن عبده قاسم بمدرسة بازرعة الإسلامية وهو في السادسة من عمره ولذلك كان فيها مستمعاً، وفي السابعة من عمره التحق بمدرسة المرسابة الابتدائية، ثم انتقل إلى المدرسة المتوسطة (ثانوية لطفي حالياً)، وانتقل بعد ذلك إلى ثانوية خور مكسر (ثانوية الجلاء وحالياً ثانوية غانم).

المدرسون في ذاكرة محسن عبده قاسم
قدم لي أخي وصديقي محسن عبده قاسم قائمة بأسماء مدرسيه، وقال الأجدر بي أن أذكر ذوي الفضل علينا، ومنهم: محمد سعيد الصايغ، علي عمراوي، محمد هاشم، نعمان، عليوة، محمد مجذوب علي، عبدالحميد فارع، ناصر بن ناصر (شقيق حسين ناصر)، فرج باحشوان، فرج عجاج، عمر بامختار، هيثم عرجي، عبده أحمد.

زملاء الدراسة في ذاكرة محسن عبده قاسم
محمد عبدالله أبو راس، أبوبكر حبشي، جهاد لطفي أمان، محمد نجيب سعد، عيدروس باحشوان، محمد عبدالرحيم، محمد شفيق أمان، محمد القفوع، نائل علي حسين الوجيه، كابتن طيار أحمد محفوظ، باجل حزام، شاكر ربيع، يوسف أحمد يوسف، محمد محمود علمي شقيق الزميلة فردوس علمي).

محسن وصحبه وقرار علي ناصر محمد
أدى محسن عبده قاسم الخدمة الوطنية في الريف، ومن حسنات هذه الخدمة الأفضلية في التوظيف، ومر شهران دون أن يحصلوا على وظيفة، وبالصدفة كانوا في وزارة المالية ووجدوا علي ناصر محمد رئيس الوزراء، وقالوا له: أخي علي ناصر أنت أصدرت قراراً بإعطاء الأولوية في التوظيف لمن أداها (الخدمة الوطنية في الريف) قال بالتأكيد، وأعطى أمراً لوكيل الوزارة بتوظيف هؤلاء الشباب في المالية، وكان من نصيب محسن وظيفة في الجمارك، وكان مديرها العام آنذاك محمد عبدالغني ونائبه عبدالله بن دحمان.

الالتحاق بخدمة اتحاد النقابات
عمل محسن عبده قاسم في إدارة الجمارك (مصلحة الجمارك) خلال الفترة 1975/ 1976 ونصحه أحد أصدقائه، وقال له: إذا رغبت بمنحة دراسية في الخارج فعليك بالاتحاد العام لنقابات عمال الجمهورية على أيام سلطان الدوش.
عمل محسن في الإعلام العمالي مع محمد عبدالغفور البراق، وكان الرجل الأول في صحيفة صوت العمال، وأسندت لمحسن عبده قاسم مهنة التصحيح اللغوي واستفاد كثيراً من البراق، حيث عمل مصححاً وكاتباً في الصحيفة.

لا تُنسى لمحمد عبده قاسم المعاملة الطيبة التي حظي بها من الأعزاء: محمد صداعي علي وفيصل محمد عبدالله وعلي أحمد حقاني، وحظي بالسفر إلى الخارج في الإعلام النقابي إلى الجمهورية الليبية وجمهورية ألمانيا الديمقراطية (GDR) رغم قصر الفترة فقد أثرت أحداث 26 يونيو 1978م التي أطاحت بالرئيس الزاهد سالم ربيع علي رحمه الله، فطلب محسن الانتقال إلى المركز اليمني للأبحاث الثقافية، وكان الجميل في المركز أن رجله الأول عبدالله محيرز رحمه الله، حيث أتيح لمحسن الاطلاع والمشاركة في الندوات والمؤتمرات وكتابة المقالات في الصحف.

محسن يشد الرحال إلى موسكو وفاس
أثناء نشاط محسن عبده قاسم إعلامياً وثقافياً في المركز اليمني للأبحاث الثقافية في مبنى تاريخي من مباني عدن المدينة الدولة (City State)، وحصل محسن على دورة استطلاعية إلى العاصمة السوفييتية موسكو عام 1986م، حيث تيسر له الاطلاع على متاحفها ومعالمها، وفي العام 1991م حصل على دورة في فن التصوير بمدينة فاس المغربية، وهي إضافة لازمة للعاملين في مراكز الأبحاث.

المركز اليمني للأبحاث الثقافية مصدر إلهام محسن
شكلت مكتبة المركز اليمني للأبحاث الثقافية ورموز هذا المركز، وفي مقدمتهم أ. عبدالله أحمد محيرز مصدر إلهام وخلفية ثقافية وتاريخية لعزيزنا عبده قاسم، وصدرت المؤلفات التالية:
1- شيء من ذاك الزمان وهو عبارة عن كتابات صحفية متنوعة وشائقة نشرتها :الأيام"، وجمعها في هذا الكتاب.
2 - حدائق وبساتين عدن، ويقع في 40 صفحة غني بالصور والمعلومات الجديدة على القارئ، حيث جمعها من صحف عدنية قديمة، بل فسر محسن أصل مفردات التسميات ككلمة "أسبلانيد" وخلفيات انتشار بعض الحدائق والأغراض من إنشائها.
3 - الكتاب الثالث تحت الطبع.
محسن عبده قاسم متزوج وله ثلاثة من الأبناء، ولدان وبنت: محمد وعلي وشذى.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى