إنصاف المتقاعدين

> حمود السيد حمود

> يُرثى لحال متقاعدينا بعد أن أصبحوا غرباء في وطنهم بسبب تدني هيكل أجورهم، حيث كانوا بالأمس يمثلون رأس مال وطنهم والآن الدولة لم تحافظ على حقوقهم.. نتساءل لماذا هذا التقصير في حقهم بعد أن خدموا الدولة والوطن وهم الكادر الكفوء، فيا حسرة عليهم.
رواتب المتقاعدين ضئيلة وحقيرة في ظل هذه الظروف مع الغلاء وارتفاع الأسعار وتدني العملة أمام العملات الأجنبية خصوصاً أن الكثيرين منهم يعيلون أسراً، وهم الآن في ظل هذه الظروف لم يتمكنوا من تسيير حياتهم المعيشية بسبب ضعف رواتبهم، ولا يستطيعون توفير حاجاتهم من متطلبات الحياة ومستلزماتها.

إن هؤلاء المتقاعدين لديهم خدمات طويلة مع الدولة تفوق الثلاثة العقود، وفي الأخير يلقون معاشات متدنية، ولم يُنظر لهم بعين العطف والرحمة لما قدموا من أعمال خدمة للوطن بكل أمانة وإخلاص بمستوياتهم العلمي، وذكائهم الفطري كونهم يستحقون المكافئة.

الوطن عرف بكونهم كوادر، وأغلبهم من الذين أسسوا إدارات ومؤسسات الدولة، ووضعوا برامج عمل، وساهموا في بناء المستشفيات والجامعات والمصانع والمزارع والمؤسسات الحكومية والتعاونيات السمكية والزراعية، وكانوا رمزاً مشرقاً للوطن، وكان في عهدهم يوجد أكثر من خمسين مصنعاً إنتاجياً، وكان لهم الفضل الكبير بعد الله سبحانه وتعالى بما أنجزوه، وفي الأخير أصبحوا متقاعدين "خليك بالبيت"، حتى إكراميات شهر رمضان حرموا منها، ولم يمنح لهم حتى زيادة معاشهم ولو بنسبة 40 % تكريماً لدورهم الكبير في بناء الوطن ولجهودهم العملية بما أسسوه وبنوه، أين رد الجميل والمعروف وجزاء الإحسان لأولئك المخلصين الشرفاء، وفي الأخير نجدهم يستلمون معاشاً بسيطاً لا يقاس بما قدموه، ولا يلبي احتياجاتهم الضرورية مقارنةً برواتب الموظفين الحاليين.

نرجو لفت نظر بعين العطف والرحمة، فمعاش متقاعدينا لا يساوي خمسين دولاراً في ظل تكلفة الحياة المعيشية وتدهورها في ظل استمرار ارتفاع الأسعار.. يا ترى لماذا الظلم مسلط على رقاب المتقاعدين.
سؤالنا، أين هيكل الأجور العادل، ولماذا تجاهلهم؟ أفيقوا يا ذوي الاختصاص، فهؤلاء خدموا وطنهم بسواعدهم وعقولهم، وكانوا فخورين بوطنهم.

أيها المعنيون بالأمر أنصفوا متقاعدينا المظلومين قبل أن ينصفهم الله، وتصبحون أنتم الخاسرون والنادمون.
فتذكروا وضعهم الآن وهم من دون هيكل أجور حقيقي، فعلى وزارة العمل والخدمة المدنية ووزارة المالية ورئاسة الوزراء أن تعطي المتقاعدين حقهم، فلا تظلمهم، ولا بد من إصدار قرار يخص هيكل أجورهم بالزيادة، وأن يوضع برنامج عمل يخدم المتقاعدين، فارحموهم يرحمكم الله.

نوجه مناشدتنا إلى رئيس الوزراء ووزارة المالية ووزارة العمل والخدمة المدنية ألا تضيع هيكل أجور المتقاعدون، فليس من المعقول قيمة رأس أضحية العيد يصل (120,000) ريالاً، فما رأيكم بمعاش المتقاعد المتوسط الذي لم يتجاوز أربعين ألف ريال، فهل سيبقى المتقاعد عالة على نفقة الآخرين، نريد حلاً لسؤالنا، وإن لم تجدوا فسوف نرسله بنمط لغز إلى إذاعة (بي بي سي) البريطانية لإيجاد الحل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى