العام الدراسي يبدأ على استحياء

> عصام عبدالله مريسي

> حسب تقويم العام الدراسي المعلن من قبل وزارة التربية والتعليم بدأ، وهذا الإعلان أثار الفزع والقلق عند كثير من أولياء الأمور وعلى وجه الخصوص ذوي الدخل المحدود، لأن بداية العام تعني مصروفات جديدة ربما كثير من ذوي الدخل المحدود خاصة فئة الموظفين والعمال ذوي الأعمال المؤقتة، لكن ما يخفف هذا القلق هو الأخبار عن إضراب المعلمين الذي أصبح يؤرق أولياء الأمور والعاملين في الحقل التربوي من طواقم إدارية ومعلمين الذين كانوا في انتظار بريق أمل في أن تفرج الأزمة بإعلان واعي ومسؤول من قبل الإدارات والوزارات ذات العلاقة ولو بأقل حقوق.

فالمعلم لم يطالب بتحقيق أحلام تجعل منه ثري، بل هي مطالب قانونية كفلها الدستور والقوانين المنظمة له والمنبثقة منه، والغرابة كل الغرابة موقف الساسة وأياً كانت تلك الجهات من حيث الانتماء السياسي في إهمالها لحل المشكلة، بل ولجأت إلى الصمت وتهميش المشكلة مما أدى إلى تفاقم المشكلة منذ أعوام حتى وصل الحال إلى ما هو عليه.

ونتساءل هل من نوايا صادقة في تنفيذ العام الدراسي من قبل كل الجهات التي تتشدق بمصالح الطالب دون تحقيق أدنى درجات التهيئة لبدء العام الدراسي حتى تتحقق الأهداف المرجوة من العملية التعليمية، وهي التحصيل العلمي والتوعية التربوية والأخلاقية أم مجرد صرف الميزانية التشغيلية للعام الدراسي.

ومن جانب آخر فإن إجراءات الوقاية من الوباء لم تكن عملية وحقيقية وذات أهمية في تحقيق السلامة من الوباء وتجنيب الطلاب مخاطر المرض وكذا حماية الأسر في المنازل من انتقال الوباء إليهم عبر الطلاب بعد الاختلاط، حيث لم تهيأ فرص للتباعد الاجتماعي في الفصل الدراسي في ظل نسبة زيادة عدد الطلاب في الفصل الذي تصل إلى قريب المائة ويزيد في بعض المراحل، ولا يمكن تحقيق التباعد في ظل ارتفاع أعداد الطلاب ومحدودية الفصل في الاستيعاب لمثل هذه الأعداد وفي ظل قلة أعداد المعلمين في حال فصل التلاميذ إلى أقل عدد، ولا ننسى المناخ الحار وغياب الكهرباء لمعظم ساعات الدوام الدراسي، مما يضاعف من الظروف التي تهيأ لانتشار الوباء.

وفوق كل التكاليف التي يتحملها ولي الأمر يتضاعف الأمر بطلب بعض الإدارات وإلزامهم بإحضار الكمامات على نفقة الطالب في الوقت التي تبنت بعض المنظمات توفير الكمامات، ولكن لم يلحظ توفرها في المدارس الثانوية، فكيف عند بدء استقبال تلاميذ المرحلة الموحدة، فالمدارس محدودة قدرتها الاستيعابية وقلة الطاقم التدريسي الذي يغطي معظم المراحل التعليمية في حالة تنفيذ عملية التباعد الاجتماعي في الفصل الدراسي.

فالرغبة في استمرار العام الدراسي متوفرة لدى جميع أطراف العملية التعليمية المعلم والإدارة والطالب وأولياء الأمور، لكن الظروف غير مهيأة ومتوفرة ولم تسع الجهات المسؤولة من توفير أدنى الظروف، وهي تصرخ عن مأساة الطلاب متجاهلة مأساة المعلم وكل الظروف المعينة على بدء العام الدراسي، ورفع الاستيحاء حتى يبدأ العام الدراسي بقوة محققا الآمال والطموحات المرجوة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى