14 أكتوبر مجدٌ باقٍ

> أماني سعد

> مجداً لنا ثورة 14 أكتوبر التي قادها الأحرار ضد الاستعمار البريطاني في أول شرارة لها في 1963م، والتي غيرت أفكارنا بشكل كبير، كبرت مسؤولياتنا وطموحاتنا وغيرت مجرى أشياء وأشياء، لكن هل أفلحنا بالحفاظ على أهداف الثورة العظيمة؟. هل نجحنا بالحفاظ على الوطن حراً أبياً كما سلمه لنا عظماء (14 أكتوبر)؟، ربما الجواب الأرجح هو (لا).

وشواهد كثيرة يراها الأعمى ويشعر بها عديم الشعور بذلك، فـ "إقامة نظام وطني على أسس ثورية سليمة تغير الواقع المتخلف إلى واقع اجتماعي عادل ومتطور وبناء اقتصاد وطني قائم على العدالة الاجتماعية يحقق للشعب السيطرة على مصادر ثرواته، هي من أهداف الثورة التي ابتلعها المصابون بداء السلطة اليوم.

وكل ما نراه اليوم هو التطور المستمر للظلم واللا عدالة الوطنية، فقد أصبح الوطن اليمني اليوم أكثر اندلاعاً لعدة ثورات لا وطنية لاقت كمّاً كبيراً جداً من الأصوات كثورة الخوف والجيوب المثقوبة وموالاة العنف، وثورة دجاجلة العصر وغيرها. كثير من الثورات التي غيرت مجرى أيدولوجية الحياة، وبدلت بين زواياها لدرجة أننا نخلط بين الحق والباطل.

كلها ثورات حافظت على سياسة التشرد وسياسة "الأرض المحروقة"، فهي تسير في عكس اتجاه ثورة أكتوبر، حيث كانت تأخذ أحرارها الحماسة لنيل الاستقلالية بأي ثمن رغم كل ضعفٍ في الإمكانيات (عسكرياً أو فكرياً أو اقتصادياً)، لكن القوة كانت في الدافع الحديدي الذي مكنهم من هزيمة المُستعمِرة التي لا تغيب عنها الشمس حتى طرد آخر جندي لها في (1967م) من جنوب الوطن.

والشعور بالوطنية -أيضاً- كان منبع الثورة والمحرك للكيان القومي آنذاك، فبعد الـ (129) عاماً من الاستعمار الإنجليزي يفلح الشعب بمكوناته ومكنوناته البسيطة في تحرير نفسه من القيود، ويصنع له سيادة كاملة تُشِرع حقه وكرامته في وطنه وممارسة وطنيته بحرية واستقلال، أي نوايا وأي عزيمة صلدة كانوا يملكون أولئك الأحرار؟.

ربما بعد كل تلك التضحيات والاستقلالية والتطورات المختلفة في مجالات شتى أصبحنا جيلاً أكثر سواداً في المشاعر. أصبحنا جلادين لوطننا ونفوسنا بلا رحمة بدلاً من أن نعيش الازدهار بعينه.

الثورة وحدت الوطن ووحدت الأفكار والمشاعر. كلهم كانوا على مسار واحد "الحرية والاستقلال"، فشكراً لكل الثوار الأحرار والشهداء، لقد زرعتم بذوراً أنبتت شجرة عظيمة نادرة كشجرة "دم الأخوين"، وإن لم نكن على المستوى الذي حلمتم به يوماً، لكننا نوعدكم أننا سنحاول أن نكون أملاً آخر للوطن مهما مزقنا اللصوص والعابثون وتجار الأكاذيب الذين يلهثون وراء كراسي الظلام، المبدعون في انتزاع السلام من الشعب بقلوبٍ باردة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى