ماكرون.. حديث السخرية والغباء المُفرط

> أماني سعد

> تحاولون استفزازنا ببضعة رسوم، وتمتحنون غيرتنا على مقدساتنا كل آونةٍ وأخرى ظناً أنكم ستفلحون في فعل اهتزازة في نفوس أكثر من ملياري مسلم، وأنتم أنفسكم موقنون أكثر منا باستحالة ذلك، واسألوا المسيحية واليهودية والنصرانية، وكل الأديان الزائفة التي تعتنقونها فستجدون أن أديانكم نفسها تقدس الإسلام، وتكن له الاحترام الأبدي، لكن ظاهركم لا يريد الاعتراف بذلك، وهذا طبيعي جداً بسبب حقدكم القديم، رغم أن مؤرخيكم وفلاسفتكم وعلماءكم وآخرين كثر يثبتون أن الإسلام، وما جاء به هو الدليل الحقيقي للحياة التي تعيشونها، وأنه القانون الصائب الذي يتفقُ مع الإنسان وكل ما حوله. فكفوا عن الكذب على أنفسكم. كفوا عن تكون أعلامكم ورؤوس أهرامكم حديث سخريةِ العالم وخافوا.. خافوا كما خاف أقوامٌ قبلكم، وانتظروا العقاب فعاقبوا أنفسهم بالخوف والرهبة، ثم عاقبهم الله بأبسط الأشياء فسلط عليهم أشياء لا تخطر على بالهم فكانت النهاية، ليريهم أنه العظيم، ولن يكلف برسالته إلا عظيماً.

لمن دواعي السخرية جداً أن تكون رئيس دولةٍ تدعي ممارسة مبادئ علمانية، وتكون نفس الشخص الذي يمارس التطرف والتعدي على مقدسات وثقافة ديانات الآخرين، لا سيما التعدي على نبي الأمة العظيم، واخترتُ صفةَ "العظيم" من بين كل صفاتهِ، وذلك نسخاً من ألسنةِ علماء الغرب ومؤرخيهم، والذين رغم دياناتهم المختلفة، إلا أنهم يعظمون رسول الأمة (محمد صلى الله عليه وسلم)، أليس ذلك بالغباء الأشِر بعينه!.

واجهتني قصة أوروبا بأقلام كتابها وتقارير فضائياتها أثناء خوضها الحروب الصليبية في غابرات الماضي، وشدني ذكر فرنسا وأهليها أنهم كانوا يعومون على القاذورات ولديهم معتقدٌ وقانون غريب، حيث كانت كنائسهم تعارض وجود الحمامات العامة بحجة أنها تخل بالآداب وتسيء للخلق!، وكانوا يستحمون كل سنتين بمعدل مرةً واحدة فقط !.

أما بالنسبة للرقي الأخلاقي وفن التعامل مع الآخرين كمعاملة النساء -مثلاً- فهن كائنات لا محل لها من المعاملة الحسنة وغائبة الحقوق تماماً. كانت على قوانين وشروعاتٍ لا تقبلها الخنازير على نفسها، السؤال الذي نسوه الفرنسيين ربما، ما الذي جعل فرنسا بهذا القدر من النظافة والرقي؟، ولماذا غيرت نظرتها التي كانت عقائدية بالنسبةِ لها؟ ما الذي أدخل حقوق وحرية للمرأة؟

لتسمع يا عزيزي سبب ما هم عليه للحظةِ التي أكتب أنا فيها وتقرأ أنتَ فيها.

إن الجنود القادمين من الحروب الصليبية آنذاك نقلت لهم فكرة الحمامات من العرب، وتأثروا بمعاملة المرأة، وارتفاع شأنها نقلاً من رقي المسلمون، وتعاملهم مع نسائهم، الذي جاء في دينهم، ما يعني أن الإسلام والمسلمون كانوا وما زالوا أصحاب فضلٍ على من يدعي أن الإسلام يمرُ بأزمة، ويأتي بفكرةِ إعادة هيكلته!، بينما يعيش هو الأزمة الحقيقة، وكأنه يريد العودة لعش الغراب النتن حيث كان أجداده. أنتَ مدينٌ للإسلام باحترام عظيم أيها الشيء الرخيص؛ لأنه صنع معجزةً لبلدك وجعل لها قيمة، فلا تتمرد لكي لا تنهي شعباً بأكمله.. الإسلام باقٍ وأنتم كغيركم من الأقوام الفانية، ولكم أن توقظوا الفرعون ليروي لكم التجربة الفاشلة؟

يقول الله: "وإذا أردنا أن نُهلِكَ قريةً أمرنا مُترَفِيها ففسقوا فيها فحقَ عليها القولُ فدمرناها تدميراً".
وكأن ماكرون مترِفَ فرنسا هو الشيطان المُكلَف بقيادة شعبه للهلاك القريب، لتبحثوا عن رائحتكم القذرة في مكانٍ آخر إن كنتم تشتاقون لها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى