حق القات!

> * مشكلة هذا الشعب الذي يجتر المآسي المروعة أنه لعبة في أيدي السياسيين المارقين الذين يعانون مشاكل نفسية مركبة، مكانها الطبيعي مستشفى للأمراض العقلية وليس طاولات الحوار أو التفاوض. لكن المواطن نفسه يتفنن في صنع هذه المآسي التي تسقط على رأسه في غزارة أمطار الصيف، فيتعامل معها بشعار "بوذا" لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم.

*لماذا المواطن اليمني شمالا و جنوبا مطحون، خارج من المكسب داخل في الخسارة؟ لأنه لا يفكر وإذا فكر يتعب، لهذا يفضل أن يفكر السياسيون في مستقبله بدلا عنه.

* عندما يتم تغييب العقول وترتهن الجمجمة والدماغ للضمور تحت تأثير الذي يسمى "القات" يضيق المواطن ذرعا من حقوقه، فيهديها على طبق من ذهب لمختلين في السلوك وفي الأمانة.

* أسهل شيء في هذا البلد المتشظي الذي ضاعت حكمته تحت مخلفات نار الفرقاء السياسيين أن تشتري الذمم بأرخص وسيلة ممكنة.

* عندما يقدم الحمقى السياسيون على شراء الذمم بتخزينة، فهذا يعني أنك كمواطن بعت لسانك ومستقبلك وأحلامك في مزاد الوقت بدل الضائع، غدا سعرك في سوق النخاسة السياسية (تخزينة).

* المواطن اليمني ككل معذب ومعلق بين السماء والأرض وحالته تصعب على الكافر، ومع ذلك يخرج في مسيرات صاخبة يهتف ويساند و يدعم من يجلدونه ويكوون جسده بميسم الفقر والجوع و المرض.

* والمواطن اليمني هو أول وآخر مواطن في العالم يرى النجوم في عز الظهر، ومع ذلك تجده "مفتهن" ولا يطلب من حقوقه كمواطن سوى "حق القات".

* لو أن للمواطن اليمني عقلا نظيفا لا يستعبده "القات" و ما يترتب عليه من "رازم" آخر الليل، لما رهن حاضره ومستقبله لكائنات سياسية مكتئبة تبول وتتغوط على مأساته دون وازع من ضمير.

* يكتفي المواطن بالجعجعة و اعتناق المهاترات والركض خلف مسيرات غره سرابها، لكنه لا يريد أن يفهم ولا يريد أن يتحرر من عويل السياسيين وغثائهم.

* المواطن اليمني يقرأ مأساته ولا يفهم أبعادها وانعكاساتها على أبنائه، وإذا فهم خلفيات اللعبة السياسية "تعامس" و رمى بعقله في أقرب برميل قمامة حتى يتخلص من صداع التفكير.

* الفيلسوف ديكارات مات وهو يؤكد أن التفكير دليل حياة، هذا ما فهمته الشعوب الغربية، بينما ظل تفكير الشعوب العربية مشغولا بالفياجرا وخدود نانسي عجرم وصدر هيفاء وهبي، والبحث في وسائل التواصل الاجتماعي عن الأسباب الموضوعية والذاتية التي دفعت الفنانة التي لا أعرف اسمها - للأسف القليل - للغناء بحبك يا حمار!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى