​ماذا جرى لنا؟

> صابرين العزيبي

> كل شيء فينا قد تغير، لم نعد كالسابق متكاتفين فيما بيننا، لم تعد تجمعنا تلك الرابطة الأخوية. أصبحت ملامحنا شاحبة. قلّ كلامنا وسلامنا وحديثنا. زادت الحواجز وكل العوائق بيننا.
ماذا جرى لنا؟ لمَ لا نعد كالسابق؟ لمَ هكذا تغيرنا؟!
بالرغم مما نحمله من علم وفقه، إلا أننا ما زلنا لا نفقه ولا نحس أشياء كثيرة من حولنا.
وبالرغم من خبراتنا ما زلنا نصدر أحكاماً ظالمة لا نحسن فيها اتخاذ الحكم الصائب.
باتت مشاكلنا كثيرة بالرغم من عقلانيتنا وحكمتنا.
أمراضنا ازدادت حدة ولم نتعافى منها بالرغم من توافر الدواء الكافي والملائم.
لقد غدونا نخطو بخطوات متهورة سلبت منا ضحكاتنا فأصبحنا قلما نضحك.
لقد أصبحنا أناساً يركضون لتحقيق رغباتهم، ويقترفون الحماقات دون تفكير بالعواقب.
كم أنت غريب أيها الإنسان! حقاً غريب.
كم هي كثيرة رغباتك لكنك سرعان ما تغضب من أتفه الأمور، وتتذمر حين تغلُبكُ سفاسف الأمور، وتعجز حينما تتلاشى من بين يديك كل الحلول.
ماذا جرى لك حتى أصبحت مشاعرك بالية؟.
ما الذي جرى لنا حتى أرواحنا لم تعد تحتمل أشعة الشمس؟
ماذا جرى لنا حتى بقينا نهمش بعضنا، ونسب بعضنا، ونعبس رداً لكل الابتسامات التي تسقط عنوةً بين عيوننا؟
ماذا جرى لنا؟. سُجنت إنسانيتنا بين البؤس والشقاء حتى بتنا تعساء متفرقين وأشقياء. ضعفاء في بنية المحبة والتسامح والصفح الجميل، إلى متى سيظل حالنا هذا عاجزين عن فهم أنفسنا وفهم الآخرين، حيارى في قوقعة سوء الفهم وقلة الإحساس بمشاعر الآخرين؟!
لم نعد نلتزم بما كنا سابقا. فكل شيء قد تغير ولم نعد نبالي بما يحدث من حولنا.
قلما ندرك ما يحصل من حولنا، وقلما ندعو ونبتهل ونخلص لرب العالمين. إننا لم نعد نكترث لأي مآلٍ نحن إليه راجعين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى