​قيمُنا هويةُ عظمى

> زينب أحمد

>
الحياةُ تَستدعي مِنَّا النورَ والبَصيرةَ، وليسَ كما يَعتقدُ البعضُ بأنَّها مُجردُ وَاحَةٍ نَعيشُ بِداخلِها، فالدينُ الإسلاميُّ تَكمنُ فواصلُهُ في المبادئِ والقيمِ التي يَتحلى بها المُسلمُ، وجميعُ الأديانِ السماويةِ بمُختلَفِ الأزمِنةِ والأمكِنةِ كُلُّها تَحُثُّ على الالتزامِ بالقيمِ والأخلاقِ، لكنَّ دينَنا الإسلامي الحنيفَ كَانَ الأكثرُ توصيةً لَنَا في التحلي بمكارمِ الأخلاقِ، بالانغماسِ في المَبادئِ وَالارْتِبَاطِ الْعَمِيْقِ بِالْقِيَمِ السَّامِيةِ، فَالْإِنسانُ كائنٌ حيٌّ، مخلوقٌ مُكرَّمٌ؛ لِذا غايةُ الذاتِ الأسمى أن تجدَ الروحَ فِي مُلتقًى يَليقُ بِها كجوهرةٍ تُشعُ بريقاً وضياءً.

وفي زمنِنا هذا كثرت الفتن، وتَعددتْ وسائلُ التحررِ، لكنْ يُؤسفني انخراطَ البعضُ في مُستنقعِ مافيا التفكيرِ لِيَتَجَرَّدوا مِن القيمِ والمبادئ. صحيحٌ أنَّ العقلَ البشريَ يَقتصرُ على محدودٍ من التوافقِ مَعَ عملِ الجوارحِ، لكنه أساسُ بناءِ الروح التي تتحكمُ في كُلِّ شيء، فالعقلُ يُمثلُ الشخصيةَ العظمى في مَكامنِ الإنسانِ، فيجبُ أن نستخدمَ عقولَنا بكاملِ الوعي والنضجِ، وأن نسيرَ وفقَ منهاجِ اللهِ الذي أمرَ به من فوقِ سبعِ سماواتٍ باتباعِ أحكامِه وضوابطِه، فالدينُ الإسلاميُّ هويتُه هويةُ انتماءٍ للرقي والسمو. أواصرُهُ وثيقةٌ بالسلوكِ الحسن. غاياتُه نبيلةٌ لجعلِ الإنسان أكثر رونقاً في مبادئه العقائدية.

نحن الآن في القرن الحادي والعشرين، إغراءات تحثو كي تُخرج البشرية من إطارِها الشرعي الذي أمرَ اللهُ به وجعلَه القلبَ النابضَ لروحِ هذا الدينِ، فنبيُنا الكريمُ محمد - صلى الله عليه وسلم - كان أكثر الناس خُلُقاً وتمسكاً بالمبادئ ليقول لنا: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
ففي الحديثِ إشارةٌ لنا إلى أن الله عز وجل جعل مكارمَ الأخلاق جسراً قويماً لهذا الدين الإسلامي كي ترتقي النفوس، وتحظى البشريةُ بكامل الحقوقِ في التعامل. فالالتزام بالقيم والمبادئ، والتحلي بالأخلاق الحسنة له وقع عظيم وثمار طيبة على الإنسان، ومنها الشعور بالسعادةِ والرضا، فتسودُ المحبةُ الوارفة بين الأفراد والمجتمع، وتنهضُ الأمة تقدماً وحضارة، ويصبح العقل البشري ذا فكر نقي، فالقيم عنوان لكل شيء جميل في هذه الحياةِ، هي مرآة واضحة تعكس لنا جوهر هوية صاحبها، وأنت عليك أن تحدد هويتك باعتناقك للقيم والمبادئ حيث ستكون الأكثر ألقاً، الضميرُ الحي في قلب الإنسانية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى