عذراً سانتا كلوز

> عبدالله فيصل باصريح

> طمأنت مسؤولة في منظمة الصحة العالمية "ماريا فان كيركون" أطفال العالم، إلى أن "سانتا كلوز" يتمتع بمناعة من فيروس كورونا وسيكون قادر على الاحتفال برأس السنة، وتوزيع الهدايا للأطفال في ليلة 24 إلى 25 من ديسمبر.

نقلتُ هذا الخبر إلى أطفال الحارة، فقالوا لي نحن لا نعرف من هو "سانتا كلوز". عذرًا سانتا كلوز أطفالنا لا يعرفونك ولا يريدون أن يعرفوك، لأنهم لا يهتمون لعيدك، وهم يعلمون أنك لو دخلت إلى بلدانهم سوف توزع عليهم القنابل والصواريخ، عذراً ماريا فان كيركون عن أي طفولة تتحدثين؟ لم يبق من الأطفال إلا أشلاء، وأطفالا معاقين عاجزين عن الحركة واللعب، فقد انتزعتم براءة الطفولة، فلا طفولة في زمن الحرب!

يذهب الطالب إلى المدرسة فيصعق برحيل أحد أصدقائه برصاصة طائشة، بينما يعود من المدرسة على خبر رحيل والديه، احتفلوا بعيداً عنا هكذا يردد أطفالنا.

إذا كان سانتا كلوز يمتلك مناعة من فيروس كورونا، أطفالنا ليس لديهم مناعة من الجوع والفقر، أطفالنا لا ينتظرون هداياك بقدر ما ينتظرون رغيف الخبز كل صباح، أطفالنا سوف يحتفلون باليوم العالمي للمجاعة طبعاً إذا عاشوا، أطفالنا لا يهتمون بنهاية العام بقدر ما هم مشتاقون لنهاية الحرب، وينتظرون آخر رصاصة تطلق في هذا العام، أطفالنا ينتظرون العودة من المتارس إلى المدارس التي أصبحت كومة أحجار. أطفال المخيمات ينتظرون طائرات المساعدات الإنسانية أكثر من أيام نهاية العام، يتمنون الحصول على كيس دقيق يسد جوعهم، ثم إنهم لن يحتفلوا بعام فقدوا فيه الأب، والأم، والأخ، والأخت، فيجب أن تحتفلوا بعيداً عنا، نحن لا ننتظر الاحتفال بعام جديد بقدر ما ندعو الله أن يبلغنا شهر رمضان هذا العام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى