في دولة الواقواق المواطن بها يعاني...!!

> حاتـم عثمان الشَّعبي :

> بكل دولة يوجد نظام وقانون والذي تسير عليه الحكومة لتفرض هيبتها بموجبه وتؤدي واجبها تجاه مواطنيها، حيث لا يتغير شيء إلا بقانون أو بقرار يتخذ من جهة معينة بالحكومة ولهدف معين ولأمر مستعجل، وذلك حتى تلتزم الجهات المعنية بتطبيقه، وتراقبه جهات الرقابة، وتحميه جهات الحماية، ويعلم به الشعب بأنه من الدولة، ويصدر قرار لتطبيقه، ليلتزم به الجميع.

وتتعدد هذه القوانين والقرارات منها ما يمس حياة المواطن بشكل رئيس، ومنها ما يستفيد منه بشكل غير مباشر، أو بما يعود على الدولة بالفائدة، ونحن هنا نؤكد بأن الحكومة عندما تتخذ أي قرار أو تعلن عن أي قانون فهدفها فقط حماية المواطن وتسهيل سبل عيشه وحياته وتوفير كافة الخدمات والإمكانيات التي تسهم في أن يفكر بإيجابية ليعطي جُلَّ عصارته الذهنية وطاقته البدنية لخدمة وتنمية وطنه.

ولكن في دولة الواقواق الحزينة المغلوب على أمرها توجد حكومة ولا يوجد النظام ولا القانون ولا توجد جهات رقابية ولا جهات حماية وهنا نوضح بأن الحكومة احتاجت للدعم المعنوي الذي أكد عليه الكثير من أبناءها وشدوا بيدها وأكدوا على صعوبة المرحلة التي شُكِّلت بها وإصرارها على أن تتواجد بين مواطنيها ولم تقبل العمل من خارج أرض دولتها.

ولكن تفاجأ الجميع بأن الواقع مختلف عمّا كانوا يتمنوه ومتفائلون به، فالحكومة جُمُّدَت في مقرها، والنظام والقانون غُلّف ووضع في الأدراج، وجهات الرقابة أغمضت عيناها وأقفلت أذنيها، وجهات الحماية أوصدت أبوابها، والأسعار ترتفع بالعالي وبقي المواطن وحده يعاني، لتجد الأيام والساعات والدقائق بل والثواني يذرفون دموعهم بسبب ما يرونه من معاناة وآلام تدق رأس المواطن قبل ظهره حتى أصبح يسير بغير توازن وبدون تركيز ولا يعلم ماذا يريد لكثرة همومه والتي تمس أهم متطلبات حياته اليومية.

وعلى الرغم من أن الحكومة تركت كرة الثلج تتدحرج بشكل انسيابي بسيط ولم تكن تعلم بأنها تكبر ولن تستطع السيطرة على حجمها بسبب استمرارها بالتدحرج، إلا أن ذلك الأمر يمكن السيطرة عليه بإذابتها من خلال العمل على أرض الواقع ونفض التراب الذي عليها وفرض هيبتها وتطبيق النظام والقانون على كل مُخالِف لقراراتها وتوحيد سلطاتها وأهمها الرقابية وتفعيلها ليتنفس المواطن من خلال ما سيجنيه من انتفاضة الحكومة على نفسها لتنبت الحشائش والزهور بسبب المياه التي ارتوت الأرض منها عند ذوبان كرة الثلج، والمياه الذائبة هي الدرس الذي تعلمته الحكومة في عدم انشغالها وإهمالها لهموم المواطن اليومية ومعالجتها أولًا بأول لكي لا تفاجئ بتحركها من مكانها بشكل منحدر للأسفل الأمر الذي سيخلف مآسي المواطنين جميعًا في غنى عنها.

فمتى ستكون دولة الواقواق المواطن بها سالي...؟؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى