> مديرية غيل باوزير
الغيل هو مجرى الماء، بينما باوزير اسم أول قبيلة سكنت هذا الغيل وأغلب سكانها اليوم من العواتبة وهي قبيلة مقاتلة ولها وزنها في حضرموت العظيمة، وهم ينسبون إلى مراد مدجح بن قحطان.
يقترن اسم المدينة باسم مؤسسها الخالد والعطر الذكر الشيخ عبدالرحيم بن عمر باوزير الذي يعود له الفضل في إظهارها وإشهارها كمدينة معمورة وآهلة بالسكان منذ منتصف القرن التاسع الهجري.

يصعب حصر الأفراد المنتسبين إلى "باوزير" في كل من عدن وحضرموت، ويعدون من أعرق الأسر في كل من حضرموت وعدن.

غيل باوزير يجري في مدينة عدن
صدرت في عدن مؤخراً مادة مطبوعة موسومة (غيل باوزير يجري في مدينة عدن) في 68 صفحة، وهي إحدى روائع الشيخ أمين سعيد عوض باوزير أطال الله عمره ومتعه بالصحة، وتشرفت بإهدائه لي نسخة من المادة السالفة الذكر.

الشيخ أمين يهدي رائعته إلى رائدة تعليم المرأة في الجزيرة العربية
تصدرت الرائعة الباوزيرية الإهداء إلى زهرتي الجميلة عدن الكريمة الأصيلة. أحبها، أعشقها بفنها وقدرها جليلة.

إلى الفقيدة نور حيدر سعيد، أول معلمة وأول مديرة لأول صرح تعليمي للفتاة في الجزيرة العربية والخليج، وهي من مواليد عام 1911م في منطقة الشيخ عثمان، وظهرت إلى جانب الإهداء صورة الراحلة الكبيرة وهي من أسرة حيدر سعيد العدنية العريقة، والفقيدة كانت زوجة للفقيد الشهير الحاج محمد علي مقطري (رجل الأعمال الشهير، وعضو المجلس التشريعي العدني، وعضو سلطة ضواحي الشيخ عثمان).

د. رابضة يأخذ موقعه في الكتاب
بعد اللفتة الكريمة من الشيخ أمين للرائدة نور حيدر سعيد ننتقل إلى الصفحة (3) من الكتاب إلى مقدمة الكتاب لـ د. أحمد صالح رابضة، وافترشت المقدمة تسع صفحات (3 - 11)، وكانت مقدمة حافلة بالمعلومات التاريخية والثقافية والتراثية، ولا غرابة في ذلك، فهو مؤرخ وكاتب تراثي، وشهد رابضة أن الشيخ أمين سار على طريق والده الشيخ سعيد عوض باوزير الذي تفرد بتتبع تراجم القرون الأولى على جمع تراجم بعض الأقدمين.

سلط د. رابضة الضوء على تناول الشيخ أمين باوزير قامات مؤثرة في عملية تنوير المجتمع منهم العلامة محمد بن أحمد باحميش (ت 861 هـ)، الذي قدم إلى عدن من حضرموت، وسكن إحدى حارات كريتر، ودرس في المدرسة الياقوتية التي قام على أنقاضها جامع الذهيبي في كريتر.

كما أفاد د. رابضة أن قامات توافدت على التدريس في جامع بانصير بحافة الشريف الذي بناه الشيخ عوض بكران بانصير من أهل مدينة الشحر في مستهل القرن الرابع عشر الهجري، ومن الذين توافدوا للتدريس في المسجد، المحامي والصحفي محمد علي لقمان، وكان شيخه عبدالله باوزير الذي أبدى معارضته في خطبه قيام مدارس تابعة للكنيسة (المقصود بها مدرسة القديس يوسف في كريتر، ومدرسة القديس أنتوني في التواهي).

رابضة ومعلمون عصاميون من حضرموت
في سياق تناولاته للشخصيات التي أوردها الشيخ أمين باوزير في كتابه، سلط د. رابضة الضوء على إضاءات الشيخ أمين باوزير الذي أورد سيرة أستاذه الشيخ علي محمد باحميش صاحب الخطب النارية لصلاة الجمعة من مسجد العيدروس بكريتر، وكان صاحب بصمات في كل أعماله، ومنها مدرسة بازرعة الخيرية التي أدخل على منهاجها إضافات، منها مادة الموسيقى وأوكل ذلك للفنانَيْن يحيى مكي وأحمد قاسم.

ومن أعمال الشيخ باحميش صحيفة "الذكرى" وصحيفة "العدني"، وأسهم في تحرير "الذكرى" عدد من الصحافيين أبرزهم أحمد عوض باوزير (شقيق الشيخ أمين).
وكان الشيخ باحميش، والشيخ محمد بن سالم البيحاني، جامعين لرسالة الإسلام عبر "إذاعة عدن"، وعدد من المنابر الدينية والفكرية.

من تلاميذ الشيخ باحميش محمد عبد الرب جابر، وصادق محمد العيدروس، وأبو بكر بن علي المشهور عبدالرحمن هايل، وأمين باوزير (مؤلف الكتاب).

الشيخ بامشموس ومدرسة الفاروق النموذجية
تم تأسيس مدرسة الفاروق النموذجية لتحفيظ القرآن التي قامت في الطابق العلوي من مسجد الذهيبي بكريتر، ويفيد الشيخ أمين باوزير في الكتاب: "وكان للشيخ محمد عمر بامشموس اليد الطولى في بناء هذه المدرسة، وقد أنفق حياته كلها في العمل الخيري".

الخلفية التاريخية لعلاقة بامشموس وباوزير
تناول الشيخ أمين سعيد باوزير سيرة الشيخ محمد عمر بامشموس مفصلة بين الصفحات 47 - 54 الذي عاش في أسمرا (30) عاماً، ودرس في مدرسة الجالية العربية في أسمرا، وحصل على شهادة الثانوية عام 1948م، وحصل على دراسة الجامعية في قاهرة المعز.
ربطت الشيخ بامشموس بالشيخ سعيد عوض باوزير علاقة حميمة، وكان كلاهما يسهم بدرجة كبيرة في العلاقات الدينية والتعليمية والخيرية لصالح الجالية العربية هناك، وكان للشيخ سعيد عوض باوزير رسالة سامية تجاه مجتمعه العربي الإسلامي هناك من خلال خطبة الدينية والعامة.

الشيخ محمد سالم البيحاني في تناول الشيخ أمين
من الشخصيات القرآنية في حياته أفاد الشيخ أمين، أن الشيخ محمد سالم البيحاني في مكان أحدهم الذي كان (أي الشيخ البيحاني) له باب في صحيفة "النهضة" (لصاحبها عبدالرحمن جرجرة خال الزميلين هشام وتمام باشراحيل)، وكانت ردود الشيخ البيحاني نثراً إلا هذه المرة فقد كانت شعراً، وأعاد نشرها في صحيفة "الرشد" في عددها الصادر يوم 28 ديسمبر 2010، وأعاد نشرها في كتابه ص 30 ومطلعها:

لا تخدعنك دنياك التي خدعت
كسرى وقيصر وخاقان والملكا

الشيخ محمد عوض باوزير
ولد هذا العالم الجليل بغيل باوزير عام 1912م، وهو يرحمه الله الفقيه القاضي - الداعية – الخطيب - المتصوف - الناشط الاجتماعي، كان رحمة الله عليه سكرتيراً لهيئة علماء الجنوب بعدن، وعضواً في جمعية مكافحة السل، وشارك في بناء مسجد النور في الشيخ عثمان، وانتخب عضواً في اللجنة المشرفة عليه.
انتقل إلى رحمة الله تعالى فجر الخميس 4 رجب 1393هـ (1973) بعد عملية جراحية في المثانة عن 61 عاماً.

الشيخ علي محمد باحميش
من مواليد الشيخ عثمان (عدن) يوم 10 مارس 1910م لمع نجمه في كل مسؤولياته: خطيب - صحفي - مدرس – عالم، واشتهر ضمن أفضل الخطباء على مستوى الجزيرة العربية، وكان صاحب شعبية كبيرة.
تعرض رحمه الله لحادث إجرامي بشع يوم 30 يونيو 1976م عندما رتب النظام الحاكم في عدن سيارة لاند روفر، هجم سائقها المرتزق على العالم الجليل باحميش ودهسه، وفي مساء الثلاثاء 11 أكتوبر 1977م لقي ربه شهيداً عن 67 عاماً.

من مؤلفاته ما يأتي:

1 - فقه الصيام.

2 - الفتاة بين السطور والحجاب.

3 - درر المعاني.

4 - تحذير المسلمين.

5 - فصل الحجاب في ثبوت الشهر برؤية هلاله دون الحساب.

6 - خطب منبرية ومقالات.

الشيخ محمد باعويضان
الشيخ محمد بن علي بن فرج باعويضان من مواليد تريم بحضرموت عام 1944م، حصل على زاده من العلم من علماء رباط تريم أمثال محمد بن سالم حفيظ، ومحفوظ بن عثمان، ومحمد علي بن شهاب، وغيرهم من العلماء الأجلاء في الرباط.
قصده الشيخ أمين باوزير لإلقاء دروس في علوم الفقه والسيرة في جامع العسقلاني بعدن، وألقى دروساً في العلم بمسجد الشيخ عبدالله ومسجد بانصير ومسجد العيدروس.

الشيخ عبدالله بصفر
قام الشيخ عبدالله بصفر الأمين العام للهيئة العلمية لتحفيظ القرآن الكريم في زيارة تاريخية لأول مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم بعدن (مدرسة الفاروق النموذجية) يوم الإثنين الفاتح من محرم 1435هـ.

الشيخ محمد عمر بامشموس
قدم الشيخ أمين باوزير موضوعاً مستفيضاً عن الشيخ محمد عمر بارحيم بامشموس رحمه الله، وكان رئيساً للغرفة التجارية الصناعية بعدن، ونائب رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية الصناعية اليمنية، ورئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية بعدن، وبحسب إفادة الشيخ أمين: "سيقفز في أول القائمة عندما يعدد التاريخ اليمني الحديث أسماء المساهمين في مسيرة العطاء القرآني والتربوي والإنساني، وغيرها من القوافل التجارية".

الشيخ بامشموس من مواليد القرين بحضرموت عام 1931، وله ثلاثة أولاد وثلاث بنات، وبرز كرجل أعمال وقيادي في قيادة الغرف التجارية العربية والإسلامية، وشارك في عدة مؤتمرات داخلية وخارجية، وكرمته أكثر من منظمة.
انتقل الشيخ محمد بامشموس إلى جوار ربه يوم السبت 13 أغسطس 2016م.

نجيب يابلي و "هذا هو الشيخ أمين باوزير"
الكاتب الصحفي نجيب محمد يابلي كتب مادة موسومة "هذا هو الشيخ أمين باوزير"، وافترشت الصفحات 55 - 56 - 57 - 58، وتناولت المادة سيرة الشيخ أمين منذ ولادته يوم السبت 17 رمضان 1356هـ الموافق 22 نوفمبر 1937م، وحصل على دراسته بالمعهد الديني في غيل باوزير.

الشيخ أمين من كتاب "الأيام"
أصدر عبدالله سالم باوزير أول صحيفة "خطية في المعهد الديني سماها "الأيام" في 1 سبتمبر 1952م، ومن أبرز كتابها الأستاذ عبدالرحمن الملاحي، وأمين سعيد باوزير، وصدر من "الأيام" عدد واحد فقط.

من مؤلفات الشيخ أمين باوزير ما يأتي:

1 - المختار المفيد في علم التجويد.

2 - حلقات القرآن بمسجد العسقلاني.

3 - حلقات القرآن بمساجد عدن.

4 - صفحات من تاريخ عدن.

5 - مدرسة الفاروق النموذجية بين الماضي والحاضر بالاشتراك مع د. أحمد صالح رابضة.

6 - من أبرز دعاة التنوير بعدن خلال مائة عام.

7 - أوراق من حياة الشيخ محمد سالم البيحاني.

8 - أوراق من حياة الشيخ علي محمد باحميش.

9 - صفحات من تاريخ الحياة العلمية والأدبية في حضرموت.

10 - الدليل القادم من ثغر عدن الباسم.

11 - المدرسة الياقوتية في عدن - بالاشتراك مع عدد من المؤرخين.