فاشلون بدرجة امتياز

> ناصر الناصوري

>
ناصر الناصوري
ناصر الناصوري
البارحة، وأنا في طريقي إلى منزلي، استوقفني أحد الشباب، وقال لي: أنت أحد الإعلامين، وأريدك أن تكتب حكايتي. قلت له خيرا يا ابني. ظننت أنه لاعب مصاب، ولم يحصل على علاج. قال: حكايتي ببساطة أنني في 2010 انضممت لأحد أندية عدن في فئة البراعم، وتدربت معهم فترة، ونتوقف فترات بسبب ظروف الأندية المالية، وبسبب الظروف السياسية التي تمر بها البلاد.

ومرت السنين، ورفعوني إلى فئة الناشئين، وتدربت أيضا فترة وانقطعنا عن التمارين فترات لنفس الأسباب، والسنين تمضي، وهكذا كبر سني ورفعوني إلى فئة الشباب. وتكررت المشكلة نتدرب فترة ونتوقف فترات. وخلال العشر السنوات الماضية تدربت على يد سبعة مدربين أكفاء، وكلهم يقولون لي أنت ممتاز ولك مستقبل وأنا ملتزم بالتمارين حتى حين يتوقف النادي عن مزاولة الأنشطة الرياضية بسبب ظروف الحرب، أنا لا أتوقف، وأتمرن وحدي، حتى لا أفقد لياقتي.

قلت له حلو يا ولدي أيش المشكلة إذن؟

صرخ في وجهي مقهورا والعبرات تخنقه المشكلة يا أستاذ أنهم قتلوا طموحي. عشر سنوات أتدرب بجميع الفئات ما لعبت دوريا واحدا في أي فئة. كنت أرغب أن أظهر موهبتي لمدربي المنتخبات في فئتي الناشئين والشباب، لعلي أشارك مع منتخب بلادي في إحدى المسابقات، ولكن حلمي لم يتحقق! الآن قل لي عندما يشكلون منتخب ناشئين وشباب كيف تختار الأجهزة الفنية اللاعبين؟ وكيف يعرفون إمكانية كل لاعب؟ وكيف يعرفون مراكزهم وهم في الأصل لم يروا أي لاعب منهم يلعب في الملعب؟

قلت له: تريد الصراحة؟ يا ولدي يختارونهم بالتزكية. رئيس الاتحاد له أسماء، المدرب له بعض الأسماء، مساعد المدرب له بعض الأسماء، والمعرفة أيضا تلعب دورا، ثم تقع غربلة، والأكثر تزكية وليس الأكثر مهارة يذهب مع المنتخب، والباقون يعودون إلى بيوتهم، لأننا يا ولدي نشارك تكملة عدد فقط، ليقولوا اليمن موجود، فقط لا غير، والا لكان أولى باتحاد الكرة، ما دام عنده علم أنه في التاريخ الفلاني ستقام بطوله لفئة الناشئين في دولة كذا أو بطولة للشباب في دولة كذا، أن يقيم قبلها بطولتين محليتين للناشئين والشباب، ولو بشكل مجموعات لتتلاءم مع وضعنا الراهن، وتقوم الأجهزة الفنية بالاختيار والاستعداد والتهيئة لكل منتخب على حده، ولكننا يا ولدي نرتجل الأمور في كل شيء، في السياسة والاقتصاد والرياضة وكل نواحي الحياة، وإن ترد نصيحتي يا ابني، انضم لنادي الهلال أو أهلي صنعاء فهناك إدارات لا تتوانى عن الدفع بلاعبيها للمنتخبات.

أثر فيّ كلام هذا الشاب، وأنا بدوري أنقل لكم الحوار؛ لتعرفوا أننا لا زلنا في زمن الارتجال والتخبط والعشوائية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى