​المشكلة الرئيسية لرياضة لحج

> سمير عبدالسلام سعد

>
سمير عبدالسلام
سمير عبدالسلام
لا شك أن الحرب الدائرة في اليمن أثرت على قطاعات كثيرة ومن ضمنها قطاع الرياضة، ومن أبرز مؤشرات هذا التأثير هو توقف المسابقات الرسمية، والتي عكست نفسها على أداء المنتخبات الوطنية، ويعتبر انعكاساً لواقعنا الرياضي، ويعود سبب توقف معظم المسابقات الرياضية الرسمية إلى حالة التشظي والانقسام في الأطر الرياضية، وتعذر قيام أي مسابقات رسمية على المستوى الوطني، وكذلك الاختلال الكبير المتمثل في عدم توحيد موارد صندوق النشء الذي زاد الأمر تعقيداً، حيث لا يمكن الحديث عن الرياضة دون استقرار مالي وأمن مجتمعي يؤمن قيام أي مسابقات رياضية. وبالعودة إلى مشكلة الرياضة اللحجية، فإن أكبر مشكلة تؤرق الرياضة اللحجية هي تأمين المال الكافي واللازم لتسيير دفة الرياضية. أحياناً يقف التأريخ والعراقة عاجزين أمام معضلة تأمين المال، وخصوصاً في عصرنا الراهن الذي يعتبر المال فيه عنصراً هاماً وحاسماً ومؤثراً، إضافة إلى العناصر الأخرى المتمثلة في الكفاءة والقدرة على التخطيط والإنجاز. مشاكلنا الرياضية في لحج مزمنة وعميقة وتتعلق بقيادات السلطة المحلية، وهذا ليس حكراً على قيادة السلطة الحالية للمحافظة، وإنما يشمل كافة قيادات السلطات المحلية التي تعاقبت على إدارة محافظة لحج، مشكلة الرياضة في محافظة لحج تفوق قدرات وإمكانيات مكتب الشباب والرياضة مالياً، وتتطلب تدخل السلطة المحلية، حيث إن موارد المكتب غير كافية لتأمين احتياجات الرياضة. الملعب
سوف تحل مشكلته وكذلك الصالة الرياضية، لكن هناك مشكلة ستستمر معنا اليوم وغداً وفي المستقبل، وهي تأمين الموارد المالية الكافية لإدارة دفة الرياضة، وهذا يقودنا إلى سؤال مهم وكبير، وهو: هل السلطة المحلية قادرة على تأمين الموارد المالية الكافية لرياضة لحج؟
والجواب على هذا السؤال هو نعم، فالسلطة المحلية قادرة على تأمين الموارد الكافية لرياضة لحج. البعض ينظر للمشكلة بسطحية شديدة، ويعتقد أن موارد المحلات التجارية سوف تحل مشكلة الرياضة. صحيح أن هذا جزءاً من الحل، لكن ليس كل الحل. أكبر مشكلة تعاني منها الرياضية اللحجية هي أن أنديتها معدومة الدخل وكل اعتمادها على المخصص المالي الذي يأتي من الوزارة، ولم يعد يلبي احتياجات الأندية والضغوطات المتزايدة عليها بسبب ضعف إمكانياتها المالية وتقلبات الأسعار. لا يمكن أن نلوم الأندية على تقصيرها والمخصصات المالية دون المستوى المطلوب،  إذاً فإن أول مدخل للنهوض بالرياضة في لحج هو تأمين المخصصات المالية الكافية واللازمة التي تؤمن مشاركات الأندية في المسابقات المركزية والمحلية، وهذا المال ليس بالضرورة أن يكون جله من موازنة السلطة المحلية سواءً من حساباتها الجارية المختلفة أو برنامجها الاستثماري. هناك مورد حيوي هام وسيساعد في إحداث نقلة نوعية لرياضة لحج هو تفعيل الشراكة مع القطاع الخاص في المحافظة، وهذا الأمر يتطلب اقتناع السلطة أولاً بالفكرة وتبنيها والتحمس لها حتى نضمن لها النجاح اللازم. يعتبر القطاع الخاص في محافظة لحج قطاعاً واعداً وله مستقبل كبير، لكن القطاع الخاص منفصل عن دعم الشباب والرياضيين، ويسير في فلك آخر بعكس القطاع الخاص في محافظات أخرى، والذي نرى له جهداً وأثراً ملموساً. القطاع الخاص في محافظة لحج كما أسلفت يستفيد من الخدمات والتسهيلات التي تقدمها له السلطات المحلية، لكنه بعيداً عن الإسهامات المجتمعية وفي مقدمتهم الشباب. هذا يشمل جميع المستثمرين في المحافظة في المشاريع المختلفة، هناك مستثمرون يدعمون أندية من خارج المحافظة بدعم ثابت ومستمر، بينما أندية لحج بأمس الحاجة إلى هذا الدعم، وهذا خطأ كبير يرتكبه المستثمرون في حق شباب المحافظة وأنديتها، لذا فإننا نطالب القطاع الخاص بأن يعيد النظر في علاقته مع الشباب، ونناشد السلطة المحلية أن تولي هذا الملف جل عنايتها واهتمامها، ما لم فإن رياضة لحج بهذه الإمكانيات الزهيدة لن تبقى صامدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى