مهاجرون أوروميون في عدن بين مطرقة الجوع وسندان لكورونا

> عدن «الأيام» فردوس العلمي:

> انتشر عدد من المهاجرين الأوروميين في أزقة وشوارع مدينة عدن للبحث عن الخلاص، وليس للمشاركة في أعمال إجرامية أو إثارة البلبلة، كما يعتقد الكثير، ولكن للمساهمة في تنظيف شوارع وأزقة المدينة الساحلية، ورغم الحملة الشرسة التي نالت منهم، والاتهامات الكثيرة التي يواجهونها من رواد منصات التواصل الاجتماعي التي تحولت إلى أداة لقطع أي تواصل اجتماعي وإنساني لدى بعضٍ، وحملت المهاجرين الأوروميين كثيرا من تبعات المشاكل والجرائم التي تعاني منها المدينة.

وللوقوف مع أو ضد العشرات من المهاجرين التقت صحيفة "الأيام" بمشرف العمل رامي جميل من صندوق النظافة لمعرفة دور هؤلاء وماذا يعملون؟

أجاب جميل عن تساؤلات "الأيام" هذه حملة نظافة ينفذها الصندوق بالتنسيق مع منظمة الهجرة الدولية، وهي حملة تشمل مديرية صيرة، ويبلغ المشاركون فيها 75 شخصا، توزعوا على مربعات مختلفة في مديرية صيرة".

وأضاف: "لا أعلم ما يستلمون مقابل عملهم في مجال النظافة، فأنا مشرف عليهم فقط في متابعة عملهم وطريقة تنفيذ العمل".


لم تكن تلك الأجوبة كافية بالطبع، لا بد من معرفة حال الحياة التي يعيشها هؤلاء مع الغربة والعمل والجوع والمخاطر الأخرى ، يقول أحد المهاجرين (فضل عدم ذكر اسمه) بملامح طافحة بالويل: "لم نعلم ماذا سنعمل، التساؤل الوحيد الذي قد لا نجد له إجابة في حياة كالتي يعيشها المهاجرون"، ويواصل: " كلّما نعرفه أن منظمة"IOM" استدعتنا، وقالوا لنا: لدينا عمل لكم، وتم توزيعنا من أجل عمل النظافة". ثم صمت طويلا، ولكنه ظل يفكر كيف سيمضي به الحال بعد أن ينتهي العمل مع المنظمة، وخاصة في ظل ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة.

ولم يطلب هؤلاء المشاركة بهذا العمل حيث قالوا: "لم نطلب نحن هذا العمل، ولكن المنظمة هي من جاءت لنا بهذا العمل ونحصل في الأسبوع 24 ألف ريال يمني تصرفها المنظمة لنا بحساب اليوم أربعة ألف ريال".

وبصورة حزينة وجماعية أضافوا: "لا يعطونا ماء ولا تغذية، أجرتنا تصرف بالأسبوع، أما عن مدى رضاهم عن العمل في مجال النظافة؟ بحسرة العاجز يرد هؤلاء:

"أيش نعمل؟ يفضل كثير منا العمل في أي مكان يعرض علينا بدلا من الجلوس في الشوارع والجولات، ولا نجد قوت يومنا. وليس لدينا بيت يستر نسائنا وأطفالنا، نحن منتظرون أن نعود إلى موطننا، فلم نستطع الخروج من عدن نتيجة الحروب".

ومع اتساع رقعة المعاناة يوما تلو الآخر، رأى المهاجرون أن العودة إلى بلدتهم أهون بكثير من التأقلم مع الجوع والمرض والفيروس الذي يهدد حياتهم وعائلاتهم بدرجة أساسية.

وقالوا: "نحن ننام في الشوارع لهذا نرغب الآن بالعودة إلى بلادنا حاليا ثم إعادة دفعة واحدة والأسبوع القادم، سيتم إعادة دفعة أخرى منا إلى أثيوبيا، سننتظر، نحن دورنا حتي يحين موعد عودتنا إلى أوطاننا".

برغْم التحذيرات الطبية من انتشار فيروس كوفيد- 19 المرحلة الثالثة، يعمل هؤلاء دون أي حماية أو وقاية من لبس وقفازات وكمامات. مؤسف جدا أن تعمل منظمة تعنى بحقوق المهاجرين، ومهمتها حفظ كرامة هؤلاء، وتدخلهم في مجالات عمل لا تتناسب معهم، دون أي حماية أو وقاية عوضا عن جمعهم في مخيمات أسوة باللاجئين الصومال، وتتكفل بتوفير متطلباتهم من تغذية وصحة وتسعى لإعادتهم إلى بلادهم فكثير، منهم يرغبون بالعودة إلى أوطانهم".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى