​جمال سندو.. وعكة توجع القلب

> كتب/ محمد العولقي:

> جمال سندو.. من يجهله يجهل و يتجاهل تاريخًا كرويًا مشبعًا بالمبدعين الذين طالما هتفنا لهم وصفقنا لهم وحملناهم على كفوف الراحة..
  * ربما لم يكن السندو أحسنهم أداءً وتأثيرًا، لكنه بالتأكيد كان أجملهم أناقة وخلقًا وأدبًا وسلوكًا..
* يبدو أن صدر جمال ضاق ذرعًا من موازين رحلة تاريخية ثقيلة، فاستسلم جسده المكتنز ألقًا ودخل مغارة وعكة صحية ألمت به على حين غفلة من محبيه وعشاقه ومن قلبه الذي يعشق كل جميل.
* لم أسمع يومًا أن جمال سندو شكا من البين، أو من ظلم ذوي القربى، لم يقل يومًا إنه مظلوم وأن آخرين سطوا على تاريخه، أو أن غربان اليوم نعقت على الربوة الخضراء وحلت محل نوارس الفيحاء.
* لم يراقب أحدًا في تطلعاته، ولم يحسد أحدًا في تحولاته، و لم يكن يومًا أسيرًا لمركب نقص، يظل كما عهدناه وفيًا لعفة لسانه وبشاشة وجهه ورقة قلبه و طهارة مبدأه.
* عاش حياة كروية صاخبة في حضرة لاعبين أفذاذ لن نرى لهم مثيلًا، وعندما توارى عن الأنظار عاش حياة هادئة بسيطة بعيدة عن حسابات النجومية.
* أجمل ما في جمال حتى وهو طريح الفراش أنه يتوجع بصمت، يتألم دون صراخ، يتنهد حممًا حارقة دون عويل.
* وأروع ما في هذا اللاعب الخلوق أنه لم يتسول بنجوميته، ولم يتوسل بتاريخه، ولم ينضم أو يصفق لفرقة أنشاد البوم والجراد.
* جمال سندو يبقى جميلًا في مرآة واقعنا، يبقى نقيًا عزيزًا مرتهن لمنزله منزويًا عن الأنظار، مبتعدًا عن المتملقين، الذين  يتعاملون مع الصداقة على أنها عملة رديئة أو بضاعة حسب الطلب.
* في زمانه كان يحوم في الملعب كالنحلة، و إذا لسع لسع كالنحلة، جسم مكتنز بالعضلات، قصير مكير بتسريحة النجم الإنجليزي ذائع الصيت كيفن كيجان.
* لم يقلد أحدًا ولم يسرق أسلوب كائن من كان، لجمال أسلوبه وطرقه الخاصة التي تلهب مدرجات نادي الوحدة.
* كان بديعًا في فرقة أنشاد خضراء أتحفتنا بروائع وأمجاد بقيت وشمًا في مفكرة جمال وأمعاء مركبه بلطف في جسده.
* جمال أثقلته موازين الماضي، تداعت متاعب زمان فهجمت على خلاياه، تراكمت وهاجت وماجت ملاحم الماضي فتداعى لها جسده بالسهر والحمى.
* يداوي مرضه بالصبر والتصبر، يبحث عن مفتاح الفرج في دعاء وابتهال، لا يشكو همه إلا لله عز وجل.
* أجمل ما في جمال حتى وهو يلعق آلامه في منزله وحيدًا، أنه لم يحتس مانشتات مناشدة، ولم يتاجر بمرضه على منصات التواصل الاجتماعي.
* جمال سندو كان عطرًا وحداويًا يفوح في ملاعبنا، خفة ظل غير معقولة، وبساطة ما بعدها بساطة.
* أسجل هنا تضامني الكامل مع الكابتن جمال سندو في محنته المرضية، وليس لي سوى أن أغبطه بهذه المنزلة التي خصه بها الله تعالى، فهو القائل: من مرض فحمد شفيته وأبدلته دمًا ولحمًا خير من لحمه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى