مرض التقزم.. يفاقم معاناة 3 أسر بلحج

> الحوطة "الأيام" هشام عطيري:

> تعد ظاهرة التقزم واحدة من المشاكل الصحية التي يعاني منها بعض الأطفال، وتظهر علاماتها في سن مبكر. ورغم ندرة الظاهرة في اليمن عموما، ومدينة لحج خصوصا، لكن الأسر التي تواجه هذا المرض مع أبناءها تكثر التحديات أمامها من ندرة العلاج، ومن تكلفة سعره الباهظة إن وجد.

وفاقمت الأوضاع السياسية والعسكرية التي تعيشها البلاد الحالة الاقتصادية الهشة التي يتجرعها المواطنون، إذ يمر اليمن بأسوأ أزمة إنسانية في العالم حسب الأمم المتحدة، وتتضاعف مأساة أسر الأطفال الذين يعانون من مرض التقزم نتيجة عجزهم عن إمكانية شراء الحقنة الهرمونية. تنقل "الأيام" ثلاثا منها من مدينة لحج.

ويعيش الطفل المتقزم وضعا نفسيا صعبا، إذ يواجه موجات من التنمر يطلقها أصدقائه عليه في أثناء اللعب وفي المدرسة والشارع.

يمتعض حمود (10 سنوات) من مثل هذه الممارسات اللفظية التي يصفها بالقاسية، يعاني حمود من تأخر النمو حسب التقارير الطبية، وحمود ذو العشر السنوات يعيش حياته بشكل طبيعي كغيره من الأطفال الأسوياء.
الطفلة حمود
الطفلة حمود


والد حمود منذ أكثر من عام ونصف لم يتمكن من توفير قيمة حقنة الهرمون لولده حمود، الأسرة تعيش وضعا خانقا، فهو متقاعد وراتبه يصل نحو 53 ألف ريال، أي ما يقابل نحو 80 دولار بصرف مركزي عدن. يقول بحسرة: "الراتب ما يكفي لتوفير لقمة العيش للأسرة". ويشير إلى أن تكلفة الحقنة الهرمونية التي يحتاجها ابنه لتجاوز معضلته المرضية قد تصل إلى مبلغ يفوق مرتب التقاعد.

ويذكر أن سعر الحقنة الهرمونية تصل قيمتها حوالي 70 ألف ريال، ويضيف أن قيمة الحقنه مرتبطة بسعر الصرف، فكلما ارتفع زاد سعرها، وهو غير قادر على شرائها.

والد الطفل حمود
والد الطفل حمود

ويتسع البياض لوصف هذه المشكلة التي يواجهها المواطن المتقاعد وغيره الآلاف من اليمنيين، إذ شكل فارق الصرف غير المستقر جرحا غائرا في حياة المواطن اليومية.

ويعرف العلماء التقزم بأنه نوع من أنواع المرض النادر، وهو تأخر في النمو أو قصور في النمو الجسدي ويصفون المرض بأنه حالة تتميز بقصر الطول بشكل غير عادي، وحسب بعض المصادر العلمية، يتم علاجه بالهرمونات، والأطفال الذين يعانون نقص هرمون النمو قد تكون حقن هرمون النمو البشري الاصطناعي مفيدة، وقد يتمكنون من الوصول إلى ارتفاع طبيعي نسبيًّا للبالغين، ويمكن أن تختلف الفعالية عند الأطفال الذين يعانون حالات أخرى، حيث يشمل العلاج حقنًا يومية عندما يكون الطفل صغيرًا والتي يمكن أن يقوم بها أحد الوالدين أو مقدم الرعاية أو الطفل عندما يكبر قد يستمر إعطاؤه في مرحلة البلوغ لأنه يمكن أن يساعد - في بعض الأحيان - على الوقاية من مشاكل صحية مثل هشاشة العظام.

عمار يبلغ من العمر(11 عاما) يدرس في الصف الثاني الابتدائي بمدرسة ذوي الاحتياجات الخاصة بمدينة الحوطة، في مدرسة خاصة قد لا يشعر بالفرق، ولن يتحسس من نظرات أصدقائه الساخرة من طوله وشكله، ولم يكن عمار إلا واحدا من العشرات من الأطفال في اليمن يعانون من التقزم ومن الشعور بالعبء في المجتمع.

زيون هي الأخرى ضحية مرض يظنه المجتمع اليمني معيبا، وينظر إليه بسخرية لا متناهية، زيون في الثالثة عشرة من العمر، تدرس في الصف الرابع الابتدائي بذات المدرسة التي تضم عمار وحمود، وثلاثتهم يعانون من تأخر النمو وظلم المجتمع.
الطفلة زيون
الطفلة زيون


عادل سعيد، والد الطفل عمار، قال إن الوضع المعيشي الذي يمر فيه إلى جانب ارتفاع الأسعار جعله عاجزا عن معالجة ابنه، إذ أصبح كل همه بشكل يومي حال أسرته المعيشي، ورغم محاولاته شراء الحقنة إلا أنه لم يستطع، مشيرا إلى أن المحاولة لها عدة أشهر نظرا لارتفاع سعرها.

ونصح الأطباء عادل بضرورة شراء الحقن الهرمونية أو السفر لعلاج طفله عمار بالخارج، عمار يرى كل خيار أصعب من الآخر تزامنا مع غياب خيار ثالث يكمن في الاهتمام بالأسرة والعمل من أجل تغطية حاجاتها، ولكن الراتب الزهيد لا يكفي لتغطية معيشة شهر كامل كخيار ثالث، ثم يتساءل فكيف سيكفي لشراء الحقنة التي ترتفع أسعارها كل يوم مع ارتفاع أسعار العملة الصعبة.

وبأسف بالغ يقارن عادل مستوى ابنه التعليمي مع أقرانه غير المصابين بالتقزم فيواصل جديثه: "ابني المصاب بالتقزم يدرس حاليا في الصف الثاني، ومن هم في سنه الآن يدرسون في الصف السادس".
الطفل عمار
الطفل عمار


أما أسرة زيون قالت إن آخر حقنة قامت بها لابنتها في شهر رمضان الفائت بمساعدة فاعل خير. زيون التي تدرس حاليا في الصف الرابع، ومن هم في عمرها يدرسون في الصف السابع.

ويضاف إلى قائمة المعاناة هذه غياب المراكز الصحية الخاصة لمثل هذه الحالات ليسهل معالجتها وتناشد أسر الأطفال حمود، عمار، زيون، الجهات المختصة وفاعلي الخير والمنظمات الدولية تقديم المساعدة وتوفير الحقن الهرمونية لأطفالهم لمساعدتهم على النمو، لأنها العلاج الوحيد لأطفالهم، حسب الأطباء، أو مساعدتهم في السفر للعلاج في مراكز متخصصة، خاصة أن الحرب بين الفرقاء خلفت وضعا صحيا هشا، انعكس سلبا على الخدمات، ومنها الجانب الصحي الذي شهد قصورا وتدنيا في خدماته المستندة على الدعم المقدم من المنظمات الدولية الفاعلة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى