صديقي الشهيد (بو صالح).. مازلنا نقف على إرث حزنك

> كتب/ ياسر الأعسم:

> اللهم لا اعتراض.. الموت قدر وكل نفس ذائقته، فلترقد روحك بسلام صديقي أحمد، ونحتسبك بإذن الله شهيدًا في جنة الخلد.
* نقف على إرث حزنك، صديقي الشهيد أحمد بو صالح، وفي كل مرة نحاول أن نرثيك، يدق الوجع مسمارًا في نعش اللغة، فمازالت المعاني صغيرة على أن تفهم ألم رحيلك، ولا تدري الكلمات كيف تكتب حديث نعيك أو كيف تقف حدادًا على روحك الطاهرة.

* الكتابة عن موتك قاسية، ولا نجد في حزننا عزاء، فنعي رحيلك ليس قرارًا نتخذه ببساطة، فنحن نحتاج أن نغادر فاجعة فقدانك، وأن ندرك أننا سنعيش بقية عمرنا ننتظرك في موعد لن تأتي إليه، فمشاعرنا أحيانا تأبى أن تستقر في مساحة الحقيقة، فمثلك لا يموتون ببساطة!

* اغتالوك في النهار بلا خوف، ولم يمهلنا إثمهم توديعك بسلام، لعن الله وملائكة والناس إرهابهم الذي سلبك حياتك بلا ذنب، غير أنك كنت عابدًا زاهدًا في بلاط صاحبة الجلالة، وسرت بموكب السلطة في مدينة عقروا سلامها وكرامة ناسها، وشيطنوا شوارعها وفخخوها برائحة الموت، وتتسابق صراعاتهم على كتابة شهادة وفاتها.

* كلنا خلقنا في ضعف وتأمرنا الأماني وبهرجة الدنيا، حتى تكاد تتبلد مشاعرنا ولا نلتفت خلفنا، ولكنك يا صديقي عشت نبيلًا ومختلفًا في وفائك لأستاذك فقيدنا الغالي عادل الأعسم، رحمة الله عليكما، فحين طوى الوقت مشاعر فقدانه وغاب وفاء كثيرين في زحمة الحياة، كنت أنت دائمًا حاضرًا، وطوال أكثر من عقد ونصف على رحيل فقيدنا، ظل قلمك كريمًا ولم تسمح لمواقفك أن تخونك أو تترك ذكرى وفاته تمر دون أن تسجل حروفك حضورها وتحييها في كل عام.

* ستقيد جريمة اغتيالك ضد مجهول، وقد تصبح ضحية جحودهم وتمر سلطتهم على تاريخ استشهادك دون أن تكون مضطرة إلى التوقف، ولن يشغل تكريمك وتخليد اسمك حتى على مدرسة قريتك الطينية حيز في تفكيرهم، وسيتركون أبنك وأمه يذهبون لزيارة مرقدك وحدهم، وهذا مشهد لا يخجلون تكراره.
* ولكن ستبقى خلفك سنابل خيرك تنحني بتواضع، وسيمر عليها كثيرون كل صباح في طريقهم إلى مهنة المتاعب، وسيتعلمون من مدرسة وفائك كيف يعيشون بإنسانية، وكيف تحفر المواقف النبيلة في صخر الواقع الصعب، وكيف يفتحون نافذة في جدار أحلامهم ويلد الإبداع من صميم المعاناة.

* شهادتنا بإنسانيتكم ومواقفك مجروحة حيًا وميتًا، وفي أعناقنا دين لا نستطيع رده، ولا نحسبك كنت تنتظر يومًا رده.
* رحمة الله تغشاك صديقي الشهيد (بو صالح)، ونسأل رب العرش أن يوسع قبرك وينير وجهك يوم الحساب.. ربنا نستودعك ضعفنا، فلا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى