​كلاسيكو الجنوب

> محمد العولقي

>
محمد العولقي
محمد العولقي
يظل كلاسيكو التلال والوحدة يحمل أنفاس تراث دولة، فهو الأشهر تقريبًا في الجزيرة والخليج بحكم أقدمية المنشأ والولادة.
* شأني شأن أي متعطش لديربيات زمان تسمرت أمام الشاشة الفضية لمتابعة المباراة في محاولة لمعرفة أين يقف هذا الكلاسيكو العدني الكبير؟ وبأي حال عاد (عيد) الكرة الجنوبية في ليلة الدراما الخضراء والحمراء؟
* رصدت الكثير من الإيجابيات التي دفعتني لتنفس الصعداء على حاضر كرة القدم في عدن، كما رصدت سلبيات كان يمكن تلافيها بالقليل من الاجتهاد.

* أول هام: الشغف الجماهيري الكبير الذي غلف المباراة التي دارت في ملعب مشحون بأنصار الناديين العريقين، وهذا يمثل لفتة نظر فيه دلالة واضحة على أن شعبية التلال أو الوحدة كما هي، لا تتوقف على موقف كل فريق في جدول الترتيب.
* ثاني هام: الوحدة في ظل تجييش النجوم ونوعيتهم قفز أمتارًا كثيرة على حساب التلال المتراجع في العتاد البشري والعدة الفنية، وفوز الوحدة بنتيجة ساحقة ماحقة لا غبار عليها غريبة على نتائج الفريقين، ولا تليق بتاريخ التلال ولا بمكانته التاريخية، ولعله الآن الوقت المناسب لإعادة تقييم الموقف ودراسة وضع الفريق الكبير الذي لم ينهض بعد من غيبوبة الجرح..

* ثالث هام: كانت مباراة الفريقين ردًا قاسيًا على اتحاد الكرة الذي يصر على مواصلة دوريه في ملاعب تنعق وتنعب فيها البوم والغربان في غياب أندية الريادة التلال والوحدة والشعلة، وبنظرة بانورامية على مباريات دوري أقرب إلى دوريات الحواري أستطيع القول إن الوحدة والتلال سحبا البساط الاتحادي وعريا مزاجية اتحاد يلعب على حبال السياسة ويتناسى مبادئ الرياضة.

* رابع هام: إذا كان هذا الكلاسيكو الجماهيري قد رد صاع اتحاد الكرة بصاعين، فإن هذه المباراة المتلفزة انتصرت لتاريخ عدن الكروي، وربما رسمت خارطة طريق جديدة الخاسر فيها اتحاد الكرة بدون أدنى جدال.
* خامس هام: ضربت جماهير التلال أروع البطولات وهي تساند الفريق رغم الثلاثية، و دخلت في صراع ممتع مع جماهير الوحدة من خلال الشعارات والأناشيد التي تعد وقودًا يكفي لشحن بطاريات اللاعبين، في مشهد يؤكد مدى وعي وثقافة المؤازرة الحضارية، ومدى العقلية التي تتقبل الهزيمة دون نواح والانتصار دون أفراح فيها مبالغة أو تجاوزات.

* لن أقف كثيرًا عند السلبيات فليست من شيمتي ذم عريس ليلة عرسه، لكن الإخراج التلفزيوني لقناتي الغد المشرق وعدن المستقلة كان بدائيًا وهاويًا للغاية، ولم يكن في مستوى الحدث بكل تفاصيله، فقد بدأ المخرج وكأنه يتعامل مع كاميرا جوال عادي في غياب الإحساس بالمكان والزمان.
* ومع هذا الإخراج العشوائي غير المفهوم ترحمت على مخرج الروائع وصاحب الأنامل الذهبية عادل ميسري الذي كان يشعرك أنه يخرج مباريات الوحدة والتلال بعشر كاميرات، فيما الحقيقة أنه كان يخرج المباراة بكاميرتين على أحسن تقدير، ومع ذلك يقدم لنا عملًا متقنًا متناغمًا ومنسجمًا لا يؤذي العيون كما حدث مع مباراة الأمس.
* بالطبع يستطيع العزيز مختار يافعي مدير قناة عدن المستقلة مراجعة الأمر والاستعانة مستقبلًا بخبرات مخرجي قناة عدن، بهدف تقديم عمل فني يرضي أذواق المشاهدين، ومع ذلك فإن النقل في حد ذاته بادرة تستحق التقدير، وهدف سامي يؤكد أن رياضة عدن تتنفس إبداعًا حتى في أسوأ الظروف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى