ديربي عدن

> شكري حسين

>
شكري حسين
شكري حسين
رسمت قمة كرة القدم العدنية بين قطبيها "التلال والوحدة"، لوحة متجددة لمستوى الإبهار والجمال الذي عادة ما يغلف لقاءات الفريقين، بعيدًا عن اللحظة المناسباتية والزمنية للمباراة، أو الأهمية التي تكتسبها من حيث الرصيد النقاطي أو التراتبي في سلم وجداول أي مسابقة أو منافسة.

•"وحدها" لقاءات الوحدة والتلال التي تعيد لرياضة عدن وهجها المفقود، وتحلق بها في أفق الرصد والاهتمام والمتابعة وتجعلها في واجهة مشهد الأحداث الرياضية المختلفة، بغض النظر عن الإرهاصات المحيطة والأزمات المفتعلة التي ربما تحصل هنا أو هناك، والتي لم تحل دون شك من طابع التنافسية المثيرة بين الفريقين والممتدة بصورة أكبر إلى مدرجات وجنبات ملعب المباراة.

•قمة (التلال والوحدة)، أو (الوحدة والتلال)، ليست كأي لقاء ولا هي مجرد مباراة عابرة ومنافسة رياضية اعتيادية، لكنها في تصوري "مساحة"، تركض على جنباتها الكثير من المعاني والقيم المتداخلة مع بعضها، والمترابطة بأحداث سابقة وأيام خالدة، كانت فيها لقاءات الفريقين الوجه المشرق لرياضة عدن والوطن عمومًا، واللحظة التي ينتظرها عشاق المستديرة بفارق الصبر، نظير ما تحظى به من زخم إعلامي وجماهيري كبير ومتابعة خاصة لن تجدها إلا حين تتطرز جنبات الملعب العتيق، بشعارات وأهازيج أصحاب اللونين الأحمر والأخضر.

• لقاء أول أمس، لم يخرج بالطبع عن الإطار المعتاد من حيث الشغف والاهتمام ولحظات الاستعداد والمتابعة بالنسبة لجماهير الفريقين العريقين الذين ملأوا جنبات الملعب من وقت مبكر، على الرغم من البون الشاسع والفرق الهائل بين ديربيات زمان، حيث المستوى الفني الكبير والمنافسة الشديدة والنجوم المتلألئة التي كانت تتطرز بها شاكلة الفريقين، والحال الذي صارت إليه الآن، حيث الفقر الفني الكبير والمستوى الباهت والإداء الرتيب.

• كعادته لقاء الديربي استحضر سنوات جميلة وأسماء لا زلت خالدة في تلافيف الذاكرة، "أبوبكر الماس، وعدنان السبوع، وحسين عمار، وعصام زيد، وإبراهيم عبدالرحمن، وحسين فرحان، وأولاد الويكا، وطارق قاسم، وسامي نعاش (رحمة الله تعالى)"، من جانب التلال، و" والملك الأحمدي، وشكري صعيدي، وياسين محمود، وعزيز سالم، وماهر حسن، وأحمد سعيد، والأوبلي، ولطفي سالم، والغراب"، وغيرهم كثير من الأجيال المتلاحقة من الفريقين التي كتبت أسماءها بأحرف من نور وخُلدت نجوميتها في دواوين الألق والتفرد حتى اليوم.

• ولأن الشيء بالشيء يذكر، فإن لقاء قمة الجمعة الماضية كان باهيًا ومشرقًا من جميع الجوانب (حضور جماهيري لافت، وأغاني وأهازيج تشنف لها الآذان وتنظيم جميل، يحسب دون شك للجنة المنظمة، إذ أنها المرة الأولى التي لا أشاهد فيها المظاهر المسلحة والتمنطق بالأسلحة داخل صحن الملعب، وملعب بدا وكأنه تحفة فنية جميلة في معرض موناليزا الشهير، ولم يعكر صفو جمالها إلا الإداء الرتيب لبعض اللاعبين، ودخول بعض المتطفلين إلى المساحات الخاصة بالأجهزة الفنية والإداريين، لكنها لم تلقَ حقيقة استمتاع تلك الجموع الغفيرة الباحثة عن بقعة ضوء للبهجة والفرحة وسط كومة أحزان عديدة، وترف الأوضاع المقرفة التي تمر بها البلاد عمومًا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى